الأحد، 22 أبريل 2012

فتاوى


يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء في الدولة

الحلي المعد للصداق والزكاة

◆ أخي قام بشراء بعض الذهب بقصد تجميع مهر ونفقات الزواج ولكنه لم يجمع كل المبلغ اللازم لذلك وما زال كلما ادخر مبلغا معينا يشتري به ذهبا ويضيفه لما يجمعه وهو حاليا لم يقم بخطبة أي فتاة بعد، فما حكم هذا الذهب الذي يجمعه بقصد الزواج؟ هل تجب عليه الزكاة أم لا تجب وإذا كانت تجب الزكاة في هذا الذهب فما نصابه بالدرهم الإماراتي؟

◆ الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..

هذا الحلي الذي يجمعه أخوك فيه تفصيل عند العلماء، فما يجمعه ليهديه لزوجة قد عقد عليها تتزين به لا زكاة عليه وما يجمعه بقصد الزواج به وهو لم يعقد بعد على زوجة فهذا تجب فيه الزكاة إذا حال عليه الحول عنده وكان نصابا، سواء كان ليهدى للزوجة أو ليباع في نقود تكون صداقا، فقد ذكر أهل العلم أن الحلي الذي يعده صاحبه ويجمعه بقصد الزواج به أنه تجب عليه زكاته إذا حال عليه الحول عنده، قال العلامة خليل رحمه الله تعالى ذاكرا أنواعا من الحلي تجب فيها الزكاة: “أو معدا لعاقبة، أو صداق، أو منويا به التجارة”، قال العلامة الخرشي رحمه الله تعالى شارحا له “أي تجب الزكاة في الحلي إذا اتخذه الرجل ليصدقه لامرأة يتزوجها”، ومقدار النصاب هو 85 جراماً من الذهب، أو ما يعادلها من العملات المتداولة اليوم، فإذا أردت أن تعرف مقدار النصاب من الدرهم الإماراتي فعليك أن تسأل عن قيمة 85 جراماً من الذهب بالدرهم الإماراتي. والله تعالى أعلم.
من كوابيس النوم

◆ أنا امرأة متزوجة، ذهب زوجي للنوم وإذا به ينادي علي ويقول إنه أحس عندما أغمض عينه بشيء يسحب رجله ورأى شيئا أسود... وهو غير قادر على الكلام في تلك اللحظة... مع العلم أن زوجي يصلي وصاحب خلق، وقد حدث له ذلك الموقف مرتين في اليوم عندما ذهب للنوم، وحصل له قبل 4 سنوات مثل ذلك الموقف... ما السبب في ذلك ساعدوني فأنا خائفة على زوجي؟

◆ نسأل الله العلي القدير أن يحفظكم ويبارك فيكم، وما أحس به زوجك عند نومه قد يحدث لأسباب متعددة، منها ما يتعلق بالمشاهدات اليومية ومنها ما يتعلق بتأثير الشياطين.

ومن المفيد جدا لزوجك: أن يحافظ على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم، وخاصة قراءة آية الكرسي، فإن الله يحفظ بها النائم، ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة: “إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح...”.

ومن المهم لزوجك أن يحفظ الدعاء الذي في سنن الترمذي عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “إذا فزع أحدكم في النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لن تضره”.

وبالإضافة إلى المحافظة على الأذكار فمن المفيد لزوجك أن يستشير طبيبا نفسيا للتأكد من سبب ما يحس به أحيانا، والله تعالى أعلم.

خروج المرأة في العدة نهاراً لأجل التدرب لرخصة القيادة

◆ أنا حاليا أقضي فترة العدة بعد طلاقي من زوجي، وأنا أخرج للعمل وألتزم بشروط العدة لكن عندي سؤال سأقوم بالتدرب مع مدرب شاب للحصول على رخصة قيادة سيارة. فهل يجوز لي التدرب مع مدرب شاب وأنا في فترة العدة علما بأن المدرب إنسان متزوج ومحترم؟

◆ يجوز خروج المرأة في العدة لأجل أخذ رخصة القيادة والتدرب لذلك نهارا فقط، لأن خروج المرأة من بيت الزوجية نهارا لحاجة لها جائز، لأن الواجب عليها هو المبيت في بيت الزوجية ليلا، قال الشيخ الحطاب في مواهب الجليل شرح مختصر خليل: “والخروج في حوائجها في طرفي النهار”... اللازم للمعتدة إنما هو المبيت في مسكنها، وأما ما عدا ذلك فلها الخروج في حوائجها في طرفي النهار، وأخرى في وسط النهار، وسواء كانت معتدة من طلاق أو وفاة”.

وقال الشيخ العدوي في حاشيته على كفاية الطالب الرباني: قوله: “في تصرف حوائجها” الإضافة لأدنى ملابسة أي من خروجها لأجل تصرفها في حوائجها “قوله: فإنه جائز”، أي لكن في الأوقات المأمونة، وذلك يختلف باختلاف الزمان، والمكان، ففي الأمصار وسط النهار وفي غيرها طرفي النهار.

ولتكن مدربتك امرأة وهو أمر متيسر وهذا أتقى لدينك وأنقى سواء في العدة أو غيرها، والله تعالى أعلم.

دفع الرشوة للحصول على الحق

◆هل دفع أموال “إكراميات” لتخليص معاملاتي مع الجهات المعنية حلال أم حرام؟ مع العلم أنه في حالة عدم الدفع سوف يتم تأخير المعاملة، أو لا يتم النظر إليها من الأساس؟

◆ لتعلم أن المطلوب ممن له معاملة يريد إنجازها أن يتقدم بمعاملته إلى الجهة المختصة بمعاملته، ويتبع الطرق المعروفة في الحصول على الحق، وإذا رفض الموظف المعاملة لغير سبب مقبول أو أخرها من أجل أن يعطيه العميل مالا حتى ينجزها له فلا يجوز للعميل أن يعطيه المال لأنه بذلك يعينه على الرشوة ويزيد من تماديه فيها، كما يشجع على مخالفة النظام، وفي هذا ضرر عظيم على المجتمع، بل يراجع المسؤول الأكبر في الدائرة، أو يرجع إلى جهة مختصة يمكنها أن تخاطب الجهة التي رفضت معاملته لتقوم بإنجازها ومحاسبة الموظف المذكور، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي”، رواه أبو داود والترمذي وصححه.

وبناء على هذا أخي فعليك أن تتقدم بمعاملتك، وإذا أخرت معاملتك بسبب طلب الرشوة منك، فلا تدفعها لأن ذلك يشجع الموظف على أخذ الرشوة ويساهم في نشرها في المجتمع، ويمكنك اتباع وسائل بديلة لـتخلص معاملتك في الوقت دون اللجوء للرشوة كأن تكلم الموظف المسؤول عن الموظف المباشر وغير ذلك من الطرق الإدارية المعروفة، والله تعالى أعلم.

راتب الزوجة

◆ أريد أن أعرف هل مرتب الزوجة من حق الزوج بحجة أن الوقت المستقطع للعمل هو من حق البيت؟ وهل من حق الزوجة التصرف فيه بدون إذن الزوج أو لا؟

◆ إذا كان السؤال متعلقاً بقضية نزاع بين الزوجين فمرجعه إلى المحكمة الشرعية وإن كان لمجرد الثقافة فاعلم أنه إذا اشترطت المرأة على زوجها قبل الزواج أنها ستعمل بعد الزواج، أو أذن لها من غير أن يشترط مقابلاً، أو كان العرف بأنه لا يمنعها من العمل، فليس له حق في مرتب زوجته، بل هو مالها ولها أن تتصرف فيه كيفما شاءت لا ينازعها فيه أحد، أما إذا لم يأذن لها إلا بشرط أن يأخذ مقداراً من المال ولم تكن اشترطت قبل الزواج العمل فيجوز ذلك وعليها الالتزام بهذا الشرط لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “المسلمون على شروطهم إلا شرطاً حرَّم حلالاً أو أحل حراما”، رواه أصحاب السنن وصححه السيوطي.

وفي الموطأ أن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: ما أدركت الناس إلا وهم على شروطهم في أموالهم وفيما أعطوا، ويعني بالناس: الصحابة وكبار التابعين الذين عاصرهم، على أن الحياة بين الزوجين لابد أن تسير بمودة وتآلف، كل منهما يشعر بهموم الآخر ويشاركه أعباء الحياة، فقد قال ربنا تبارك وتعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى “المائدة: 2”، والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق