السبت، 28 أبريل 2012

من هم المؤمنون الذين لهم البشارة من اللّه بدخول الجنات ونيل الكرامات؟

قال السعدي في تفسيره لهذه الآيـــــــــــــة :{ التَّائِبُونَ الْعَابِـــــــــدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُــــــونَ
الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِــــــــــــالْمَعْرُوفِ
وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِوَالحَافِظُونَ لحُــــــــــــــدُودِ اللَّهِ
وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِــــــــــــينَ }{ 112 } سورة التوبة ( براءة )



كأنه قيــــــل: 
من هم المؤمنـــــــــون الذين 
لهم البشارة من اللّه بدخول الجنات 
ونيـــــــل الكرامات؟
 فقــــــال :

هم { التَّائِبُـــــــــونَ ْ}
 أي: الملازمون للتوبــــــــــة
في جميع الأوقــــــــــــــــــات عن جميع السيئات.


{ الْعَابِــــــــدُونَ ْ} 
أي: المتصفون بالعبوديـــــــــــة للّه، والاستمرار على طاعتـــــــه من أداء الواجبات
والمستحبات في كل وقت، فبــــــــــــــذلك
يكون العبد من العابــــــــــــــــــــــدين.


{ الحَامِـــــــــدُونَ ْ} 
للّه في السراء والضراء،
واليسر والعسر، المعترفون بما للّه عليهــــــــم
من النعم الظاهرة والباطنة، المثنون على 
اللّه 
بذكرها
وبذكره في آناء الليل وآنـــــــــــــــــــــــــاء النهار.


{ السَّائِحُـــــــــونَ ْ}
فسرت السياحة بــــــــالصيام،
أو السياحة في طلب العلم، وفسرت بسياحة القلب
في معرفة 
اللّه 
ومحبتـــــــــه، والإنابة إليـــــــــه
على الدوام، والصحيح أن المراد بالسياحة: السفر في القربــــــــات، كالحج، والعمرة، والجهاد،وطلب العلم،
وصلة الأقــــــــــــــــــــارب، ونحو ذلك.


{ الرَّاكِعُونَ السَّاجِـــــــدُونَ ْ}
 أي: المكثرون
من الصــــــلاة، المشتملة على الركوع والسجـــــود.


{ الآمِرُونَ بِــــــــــالْمَعْرُوفِْ}
ويدخل فيــــــــــه
جميع الواجبات والمستحبـــــــات.


{ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ ْ} 
وهي جميع
مـــــــــــا نهى 
اللّه ورسوله عنــــــــــــــــــه.


{ وَالحَافِظُونَ لحُــــدُودِ اللَّهِ ْ}
بتعلمهم حــــــــدود
ما أنزل 
اللّه 
على رسوله، وما يدخــــــــــل في الأوامر
والنواهي والأحكام، ومالا يدخــل، الملازمون
لها فعلا وتركا.



{ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِــــــــينَ ْ} 
لم يذكر مايبشرهـــم به،
ليعم جميع ما رتب على الإيمــــــــان من ثواب الدنيا والــــــــدين والآخرة، فـــالبشارة متناولــــــــــة
لكل مؤمن.

وأما مقدارها وصفتهـــــــــــا فإنها بحسب
حال المؤمنين، وإيمانهم، قوة،وضعفــــــــــــــــا،
وعملا بمقتضـــاه .


كتبه : الشيخ العلامــــــــــة عبدالرحمن بن ناصر السعدي
- رحمه الله -
المصدر :كتاب تيسيرالكريم الرحمن
صفحة : ( 353 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق