الاثنين، 30 أبريل 2012

العدل مع غير المسلمين


خلف ستار حقوق الإنسان والدفاع عن حقوق الأقباط في مصر تستر العلمانيون، وأرادوا أن ينقلبوا على شرعية الشعب الدستورية والقانونية باتهامه بعدم النضج والقصور في الفهم، وغير ذلك الكثير مما اتهم به العلمانيون الشعب المصري بعد أن خاب ظنهم في أول تجربة ديمقراطية عقب إعلان نتيجة استفتاء التعديلات الدستورية في مارس الماضي.

ومع أن الديمقراطية التي تنادوننا بها تنادي بحرية الاختيار واحترام رأي الشعب إلا أنهم انقلبوا على إرادة الشعب، وما انقلابهم إلا تخوفًا من صعود الإسلاميين إلى الحكم وتشريع شرع الله في الأرض.

فلماذا يخافون من الإسلام؟ ولماذا يتسترون خلف ستار حقوق الأقباط في مصر؟

كل هذا وأكثر تناوله بالتفصيل فضيلة الدكتور راغب السرجاني في الدرس الأسبوعي لفضيلته بمسجد الرواس 14 يونيو 2011م، والذي كان بعنوان "العدل مع غير المسلمين".

وقد استكمل فضيلته محاضراته حول "غير المسلمين في الدولة الإسلامية"، وتناول في هذا الدرس حقًّا من أهم الحقوق التي كفلها الإسلام للنصارى ولغير المسلمين في المجتمع المسلم، وهو حق العدل.

وبيَّن فضيلته أن العدل مطلق لكل الناس مسلمين وغير مسلمين، وأن كلمة الظلم هذه لا يعرفها قاموس التشريع الإسلامي؛ لأن الله -عز وجل- حرم الظلم على نفسه قبل أن يحرمه على عباده، فقال: "يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا". وما أكثر الآيات التي تحض المسلمين على العدل مع الناس ومنهم غير المسلمين، بل مع مَن تكره من غير المسلمين! وتلك عظمة الإسلام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ظلم معاهدًا، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفسه، فأنا حجيجه يوم القيامة". وقال تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8].

وما أكثر المواقف في السيرة النبوية التي توضح ذلك، ومنها قتل يهود خيبر رجلاً من الأنصار، فقال الأنصار: قَدْ قَتَلْتُمْ صَاحِبَنَا. قَالُوا: مَا قَتَلْنَا وَلا عَلِمْنَا قَاتِلاً. فَانْطَلَقُوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ومع أن الحقائق واضحة أن اليهود هم مَن قتلوه، فَقَالَ لَهُمْ: "تَأْتُونَ بِالْبَيِّنَةِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ؟" قَالُوا: مَا لَنَا بَيِّنَةٌ!! قَالَ: "فَيَحْلِفُونَ". قَالُوا: لا نَرْضَى بِأَيْمَانِ الْيَهُودِ. فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبْطِلَ دَمَهُ، فَوَدَاهُ مِائَةً مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَة[1]ِ.

فمع أن الأدلة واضحة بقتل اليهود للأنصاري إلا أن الرسول طلب البينة من الأنصار، فلم يعطوه البينة، فطلب الحلف من اليهود مع علمه بكذبهم وخداعهم، وما كان من رسول الله إلا أن حكم لليهود وهذا هو العدل. ولما كان في نفس الأنصار شيء، دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ديته، فخسرت الدولة رجلاً من رجالاتها، وخسرت الأموال التي دفعها المسلمون ديةً له، وكل ذلك ليس إلا إحقاقًا للعدل مع اليهود.

وقد عدَّد فضيلة الدكتور الكثير من الأمثلة في التاريخ تدل على عدل المسلمين مع غير المسلمين، مع المقارنة بين التشريع الإسلامي والاشتراكية بخصوص قضية العدل، والتي تدل على عظمة التشريع الإسلامي الذي نزل من لدن حكيمٍ خبير.

وفي معرض حديثه عن صور العدل في الدولة الإسلامية، استنكر فضيلته أدعياء الديمقراطية الذين يدعون إلى المساواة بين الأغلبية المسلمة وبين غير المسلمين في كل شيء، وقال فضيلته: إن هذا ليس من العدل في شيء، وفي أيِّ دولة من دول العالم يحدث ذلك؟! هل يحدث ذلك في أوربا أو أمريكا؟!

وتساءل فضيلته: هل هناك قانون في الدنيا كلها تَوَافق الشعب عليه بنسبة مائة في المائة؟!

هل يجوز أن نجبر الآخرين على قبول قانوننا؟

هل يقبله العقل عندهم؟!

إذا كان يقبله العقل عندهم، فليس ذلك في الإسلام، فليس في الإسلام إجبار غير المسلمين على اتباع قانون يخالف عقيدته.

ومن صور العدل في المعاملة، أوضح فضيلته أن حقوق غير المسلمين مكفولة؛ ففي وقتٍ تصدر فيه قوانين منع إنشاء المآذن في سويسرا كان التشريع الإسلامي قبل ذلك بقرونٍ قد أقر لغير المسلمين أن يشيدوا رمزًا من رموز دينهم، حتى وإن كان هذا الرمز مخالفًا لعقيدتهم؛ فالمآذن مثلا ليست مخالفة لعقيدة النصارى بينما الصليب مخالف لعقيدة المسلمين، قال تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء: 157]. وقد أقرت معاهدات المسلمين مع النصارى هذا الحق، منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، ومع ذلك فغير مسموح في بلاد النصارى -ومنها سويسرا- للمسلمين أن ينشئوا المآذن، ومسموح لهم أن يتكلموا عن المسلمين بهذه الصورة الفجة المزورة.

والغريب أن من يرفع شعار العلمانية هم أول من يحارب مبادئ العلمانية، أليس من مبادئ العلمانية الحرية والديمقراطية؟!!

وأوضح فضيلته أن شكل العلمانية متستر وراء معانٍ جميلة من الحرية والليبرالية والديمقراطية وحرية الفكر... وكلام كثير ليس له واقع في التطبيق؛ فحرية العلمانية حرية ناقصة بل ليست حرية أصلاً، والحرية الحقيقية هي الحرية التي أقرت مبادئها الشريعة الإسلامية لمن يحكم بها من المسلمين ومن غير المسلمين.

وبيَّن فضيلته أن الشريعة الإسلامية جاءت لتحفظ خمسة حقوق، منها حفظ العقل؛ أي حفظ عقل من تحكمهم من المسلمين ومن غير المسلمين.

الصبر عند فقد الأحبة

الحمد لله المتفرد بالعزة والبقاء، الذي كتب على كل المخلوقات الفناء فقال: { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}(سورة الرحمن:26-27).
وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وبعد:

فإن هذه الدار الدنيا دار مصائب وشرور، ليس فيها لذة على الحقيقة إلا وهي مشوبة بكَدَر؛ فما يُظن في الدنيا أنه شراب فهو سراب، وعمارتها - وإن حسنت صورتها - خراب ، إنها على ذا وضعت، لا تخلو من بلية ولا تصفو من محنة ورزية، لا ينتظر الصحيح فيها إلا السقم، والكبير إلا الهرم، والموجود إلا العدم، على ذا مضى الناس؛ اجتماعٌ وفرقة، وميتٌ ومولود، وبِشْرٌ وأحزان:
والمرء رهن مصائب ما تنقضي حتى يوسد جسمه في رمسه
فمؤجَّل يلـقى الـردى في غـيـره ومعجل يلقى الردى في نفسه

فَمَنْ من الناس على وجه الأرض لم يصب بمصيبة صغرت أو كبرت؟!.

ثمانيـة لابد منها على الفتى ولابد أن تجري عليه الثمانية
سرور وهم واجتماع وفرقة وعسر ويسر ثم سقم وعافية
وهذه كلمات أحببنا من خلالها توجيه رسالة لكل من ابتلي بفقد حبيب أو عزيز أو قريب، ليتصبر ويرضى ويسلم راجيا من الله تعالى عظيم الأجر وحسن الخلف، فنقول:
من أعظم ما يعين على الصبر عند فقد الأحبة:
النظر في عاقبة الصبر والرضا
فقد وعد الله عبادة الراضين الصابرين أجرا عظيما وفضلا كبيرا.
لو تدبر العبد قول الله تعالى: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}( البقرة:155-157).

سبحان الله صلاة ورحمة وهدى لمن كان من الصابرين، قال عبد الله بن مطرف رحمه الله عندما مات ولده: والله لو أن الدنيا وما فيها لي، فأخذها الله عز وجل مني، ثم وعدني عليها شربة من ماء لرأيتها لتلك الشربة أهلاً، فكيف بالصلاة والرحمة والهدى؟!.

انظر إلى أم سلمة رضي الله عنها حين توفي زوجها أبو سلمة رضي الله عنه قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد تصيبه مصيبة، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلفني خيراً منها، إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيراً منها " قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت: ومن خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ثم عزم الله عليَّ، فقلتها ، قالت: فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ومن خير من رسول الله؟!.

أجر الصابر على فقد الولد

وإذا كان من أعظم المصائب التي يصاب بها المرء أن يفقد ولده فقد ورد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعين على الصبر على هذه المصيبة العظيمة، فقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات ولد الرجل يقول الله تعالى لملائكته: أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول -وهو أعلم-: أقبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ قالوا: حمدك واسترجع. فيقول الله جلَّ وعلا: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة، وسمُّوه بيت الحمد". والبيت لابد له من ساكن فيا لها من بشارة ما أعظمها!.

وروى الإمام أحمد رحمه الله من حديث معاوية بن قرة أن رجلاً كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أتحبه؟" فقال: يا رسول الله! أحبك الله كما أُحبُّه. فتفقده النبي! فقال: "ما فعل ابن فلان؟" فقالوا: يا رسول الله! مات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه: "أما تحب أن تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته عليه ينتظرك؟" فقال رجل: يا رسول الله! أله خاصة أم لكلنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "بل لكلِكم".

وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها، فقالت: يا رسول الله! ادعُ الله له؛ فلقد دفنت ثلاثة قبله. فقال صلى الله عليه وسلم: "دفنت ثلاثة؟!" -مستعظمًا أمرها- قالت: نعم، قال:" لقد احتظرت بحظار شديد من النار ". أي: لقد احتميت بحمى عظيم من النار.

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله عز وجل: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صَفِّيَه من أهل الدنيا، ثم احتسبه إلا الجنة".

وهناك غيرها من أحاديث المصطفى التي فقهها السلف الصالح رضي الله عنهم فأحب بعضهم لو أنه قدم فرطا يحتسبه ويفوز بهذا الفضل، هذا عمر بن عبد العزيز يدخل على ولده عبد الملك رحمه الله في مرضه الذي مات فيه فيقول:
يا بني! كيف تجدك؟ قال: تجدني -أبتاه- في الموت. قال: يا بني! لأن تكون في ميزاني أحب إليَّ من أن أكون في ميزانك، فقال الابن: يا أبتِ! والله لأن يكون ما تحبُّه أحبُّ إليَّ من أن يكون ما أحبُّه، ثم مات -عليه رحمة الله-.

إبراهيم الحربي وولده
وكان لإبراهيم الحربي رحمه الله ولد بلغ الحادية عشرة وقد حفظ القرآن ولقنه أبوه جانبا كبيرا من الفقه، فمات فلما جاءه بعض المعزين قال إبراهيم: والله لقد كنت على حبي له أشتهي موته، فقال له المعزي: أنت عالم الدنيا تقول ذلك في صبي قد حفظ القرآن، ولقنته الحديث والفقه؟ قال: نعم أو يخفى عليك أجر تقديمه؟ -أو كما قال- ثم قال: وفوق ذلك فلقد رأيت في منامي كأن القيامة قامت، وكأن صبياناً بأيديهم قلال فيها ماء يستقبلون الناس، فيسقونهم، وكان اليوم حارّاً شديد حره، قال: فقلت لأحدهم: اسقني من هذا الماء. قال: فنظر إليَّ وقال: لست أبي. قال: قلت: من أنتم؟ قال: نحن الصبية الذين مِتْنا، واحتسبنا آباؤنا ننتظرهم لنسقيهم، فنسقيهم الماء. قال: فلذلك اشتهيت موته، والحمد لله، وإنا لله وإنا إليه راجعون!.

ووقف محمد بن سليمان على قبر ابنه وفلذة كبده بعد ما دفنه قائلاً: كل ذلك في كتاب، الحمد لله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم إني أرجوك له، وأخافك عليه. اللهم فحقِّقْ رجائي فيه، وآمِنْ خوفي عليه.

أم عقيل

ونختم بما ذكره ابن الجوزي رحمه الله عن الأصمعي خرجت أنا وصديق لي إلى البادية، فضللنا الطريق؛ فإذا نحن بخيمة عن يمين الطريق، فقصدنا نحوها، فسلمنا؛ فإذا عجوز ترد السلام، ثم قالت: من أنتم؟ قلنا: قوم ضللنا الطريق، وأَنِسْنَا بكم، وقوم جياع. قالت: ولُّوا وجوهكم حتى أقضي من حقكم ما أنتم له أهل.

ففعلنا، وجلسنا على فراش ألْقَتْهُ لنا، وإذا ببعير مقبل، عليه راكب، وإذا بها تقول: أسأل الله بركة المقبل، أما البعير فبعير ولدي، وأما راكبه فليس بولدي. جاء الراكب، وقال: يا أم عقيل! السلام عليك.. أعظم الله أجرك في عقيل، فقالت: ويحك! أوقد مات عقيل؟ قال: نعم. قالت: وما سبب موته؟ قال: ازدحمت عليه الإبل فرمت به في البئر، فقالت: انزل، ودفعت له كبشاً، ونحن مدهوشون، فذبحه وأصلحه، وقرَّب إلينا الطعام، فجعلنا نتعجب من صبرها؛ فلما فرغنا قالت:

هل فيكم أحد يحسن من كتاب الله -عز وجل- شيئاً فقلنا: نعم. قالت: فاقرءوا عليَّ آيات أتعزَّى بها عن ابني، فقرأ: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }(البقرة:155-157) قالت: آللهِ إنها لفي كتاب الله؟ قلت: والله إنها لفي كتاب الله. قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، صبراً جميلاً، وعند الله أحتسب عقيلاً. اللهم إني فعلت ما أمرتني به؛ فأنجز لي ما وعدتني، ولو بقي أحد لأحد لبقي محمد صلى الله عليه وسلم لأمته.

الفرج قريب

يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطـع أحيانـا بصاحـبـه لا تيأسن فإن الكافي الله
الله يُحدث بعـد الـعـسر ميسرة لا تجزعن فإن الكاشف الله

إذا بليت فـثـق بالله وارض به إن الذي يكشف البلوى هو الله

والله مالـك غـيـر الله مـن أحد فحسبك الله في كل لك الله

نسأل الله أن يعافي المسلمين من كل مكروه وسوء، وأن يرزقنا وإياهم الصبر والرضا، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.

عدد الالفاظ التى وردت فى القران الكريم وتفسيرها



الألفاظ التى وردت فى القران الكريم وعددها
1- كم مرة ورد لفظ ( يوم ) في القرآن الكريم ؟
ورد لفظ ( يوم ) في القرآن الكريم (365) مرة أي بعدد أيام السنة الشمسية ، وورد لفظ ( يوم ) مجموع أو مثنى (30) مرة وهذا يساوي عدد أيام الشهر الواحد

2- كم مرة ورد لفظ ( الشهر ) في القرآن الكريم ؟
ورد لفظ ( الشهر ) في القرآن الكريم (12) مرة أي عدد أشهر السنة
عدد الالفاظ التى وردت فى القران الكريم وتفسيرها

عدد الالفاظ التى وردت فى القران الكريم وتفسيرها

3- كم مرة وردت لفظة ( الصالحات ) في القرآن الكريم ؟
وردة لفظة ( الصالحات ) في القرآن الكريم بعدد ما وردت لفظة السيئات وذلك (180) مرة

4- كم مرة ورد لفظ ( قالوا ) في القرآن الكريم ؟
يتساوى لفظ ( قالوا ) وهو جمع ما قاله الخلق جميعاً من بشر وملائكة وجن في الدنيا والآخرة مع لفظ ( قل ) وهو الأمر من الله لكل من خلقه وذلك (332) مرة

5- كم
مرة ورد لفظ ( الإيمان ) ومشتقاته في القرآن الكريم ؟
ورد لفظ ( الإيمان ) ومشتقاته في القرآن الكريم (811) مرة ولكن ( الكفر ) ومشتقاته والضلال ومشتقاته تكرر (697) مرة أي أن الفارق بين الإيمان من جهة والكفر والضلال من جهة أخرى هو (114) أي بعدد سور القرآن

6- كم مرة ورد لفظ الجلالة } الله{ في القرآن الكريم ؟
ورد لفظ الجلالة ( الله ) في القرآن الكريم (2698) مرة

7- كم مرة وردت كلمة ( رجل ) مفردة في القرآن الكريم ؟
وردت كلمة ( رجل ) مفردة (24) مرة وكذلك وردت كلمة امرأة مفردة بنفس هذا العدد أي (24 ) مرة

8- كم مرة ورد لفظ ( الهدى ) في القرآن الكريم ؟
ورد لفظ الهدى في القرآن الكريم بعدد ما وردت لفظة الرحمة وذلك (79) مرة

9- كم مرة وردت لفظة ( الدنيا ) في القرآن الكريم ؟
وردت لفظة
( الدنيا ) في القرآن الكريم بعدد ما وردت لفظة ( الآخرة ) وذلك (115) مرة

10- كم مرة وردت لفظة ( الملائكة ) في القرآن الكريم ؟
وردت لفظة ( الملائكة ) في القرآن الكريم بعدد ما وردت لفظة ( الشياطين ) وذلك (88) مرة

11- كم مرة وردت لفظة ( الحياة ) في القرآن الكريم ؟
وردت لفظة ( الحياة ) في القرآن الكريم بعدد ما وردت لفظة ( الموت ) وذلك (145) مرة

12- كم مرة وردت لفظة ( الناس ) في القرآن الكريم ؟
وردت لفظة ( الناس ) في القرآن الكريم بعدد ما وردت لفظة ( الرسل ) وذلك (368) مرة

13- كم مرة ورد لفظ ( النفع ) في القرآن الكريم ؟
ورد لفظ ( النفع ) في القرآن الكريم بعدد ما ورد لفظ ( الفساد ) وذلك (50) مرة

14- كم مرة ورد لفظ ( الصبر ) في
القرآن الكريم ؟
ورد لفظ ( الصبر ) في القرآن الكريم بعدد ما وردت لفظة ( الشدة ) وذلك (102) مرة

15- كم مرة ورد لفظ ( الحر ) في القرآن الكريم ؟
ورد لفظ ( الحر ومشتقاته ) في القرآن الكريم (4) مرات وكذا لفظ ( البرد ومشتقاته ) (4) مرات

16- كم مرة وردت لفظة ( الحرب ) ومشتقاتها في القرآن الكريم ؟
وردت لفظة ( الحرب ) ومشتقاتها في القرآن الكريم (6) مرات بعدد ما ورد لفظ ( الأسرى ) ومشتقاتها

17- كم مرة وردت لفظة ( الرغبة ) ومشتقاتها في القرآن الكريم ؟
وردت لفظة ( الرغبة ) ومشتقاتها (8) مرات ولفظة ( الرهبة ) ومشتقاتها (8) مرات

18- كم مرة ورد لفظ ( الجهر ) ومشتقاته في القرآن الكريم ؟
ورد لفظ ( الجهر ) ومشتقاته في القرآن الكريم (16) مرة ولفظة ( العلانية ) ومشتقاتها (16) مرة

19- كم مرة ورد لفظ ( الجزاء ) ومشتقاته في القرآن الكريم ؟
ورد لفظ ( الجزاء ) ومشتقاته (117) مرة ولفظة ( المغفرة ) ومشتقاتها ضعف ذلك وهو ( 234 ) مرة

20- كم مرة وردت لفظة ( الضلالة ) ومشتقاتها في القرآن الكريم ؟
وردت لفظة ( الضلالة ) ومشتقاتها ( 191 ) مرة وورد لفظة (الآيات ) ضعف ذلك وهو (382) مرة

21- كم مرة ورد لفظ ( ساعة ) في القرآن الكريم ؟
وردت لفظة ( ساعة ) في القرآن الكريم (24) مرة مسبوقة بحرف أي ليس اسما ولا فعلا وعدد ساعات اليوم (24) ساعة أما لفظ الساعة عامة فقد ورد (48) مرة

22- كم مرة وردت كلمة (سبع ) في القرآن الكريم ؟
وردت كلمة ( سبع ) (7) مرات مرتبطة بكلمة ( سماوات ) قبلها أو بعدها وأيام الأسبوع سبعة أيام والسماوات سبع سماوات

23- كم مرة ورد الفعل ( سجد ) في القرآن الكريم ؟
إن الفعل ( سجد ) للعاقلين بمختلف أزمنة هذا الفعل ورد (34) مرة في القرآن الكريم وهذا العدد يطابق لعدد سجدات الصلاة اليومية التي عددها خمس صلوات ومجموع ركعاتها (17) ركعة وفي كل ركعة سجدتان فيكون المجموع (34) سجدة أما لغير العاقل فقد ورد فعل واحد في القرآن الكريم في قوله تعالى : ” والنجم والشجر يسجدان ”

24- كم مرة وردت لفظة ( الصلاة ) ومشتقاتها في القرآن الكريم ؟
وردت لفظة ( الصلاة ) ومشتقاتها في القرآن الكريم مقترنة بلفظ ( القيام ) ومشتقاته (51) مرة

25- كم مرة وردت لفظة ( صلوات ) في القرآن الكريم ؟
وردت لفظة ( صلوات ) في القرآن الكريم (5) مرات وعدد الصلوات الواجبة اليومية خمس مرات

26- كم مرة ورد فعل الأمر ( أقم ) أو ( أقيموا ) في القرآن الكريم ؟
ورد فعل الأمر ( أقم ) أو ( أقيموا ) مقترنا بالصلاة (17) مرة في القرآن الكريم وهذا يعادل عدد ركعات الصلوات اليومية وهي (17) ركعة

27- كم مرة ورد لفظ ( فرض ) ومشتقاته في القرآن الكريم ؟
ورد لفظ ( فرض ) ومشتقاته بمعنى الفريضة (17) مرة في القرآن الكريم وهو يعادل عدد ركعات الصلوات اليومية الفريضة

28- كم مرة وردت لفظة ( قصر ) ومشتقاتها في القرآن الكريم؟
وردت لفظة ( قصر ) ومشتقاتها (11) مرة وهذا العدد يعادل عدد الركعات في الصلاة اليومية في السفر حيث تساوي (11) ركعة

29- كم مرة وردت لفظة ( الغسل ) بالماء ومشتقاتها في القرآن الكريم ؟
وردت لفظة ( الغسل ) بالماء ومشتقاتها في القرآن الكريم (3) مرات والغسل الذي امرنا الله تعالى به وجوبا ثلاث مرات وهو : ( 1- غسل الوجه ، 2- غسل اليد اليمنى ، 3- غسل اليد اليسرى )

30- كم مرة وردت لفظة ( عزم ) في القرآن الكريم ؟
وردت لفظة ( عزم ) في القرآن الكريم (5) مرات مطابقة لعدد أولي العزم من الرسل ومن المعلوم لدى المسلمين أن أولي العزم من الرسل خمسة هم : ( 1- نوح ، 2- إبراهيم ، 3- موسى ، 4- عيسى عليهم السلام ، 5- محمد صلى الله عليه وآله وسلم )

31- كم مرة ذكر ( الطواف ) الممدوح في الدنيا ومشتقاته في القرآن الكريم ؟
ورد ذكر ( الطواف ) الممدوح في الدنيا ومشتقاته (7) مرات في القرآن الكريم وذلك مطابق لعدد الطواف حول البيت الشريف ومطابق لعدد أشواط السعي بين الصفا والمروة

32- كم مرة وردت لفظة ( عرج ) ومشتقاتها في القرآن الكريم ؟
وردت لفظة ( عرج ) ومشتقاتها بمعنى الصعود إلى السماء (7) مرات مطابقة لعدد السماوات السبع علما أن القرآن الكريم يستعمل هذه اللفظة في التعبير عن السير في الفضاء بعيدا عن الجاذبية الأرضية حيث اكتشف العلم الحديث أن السير هناك يتم على شكل منفرجات ( منعطفات ) في حين يستعمل القرآن الكريم للطيران قريبا في جو الأرض كلمة ( يصعد ) أو ما شاكلها

33- كم مرة ورد لفظ ( البَرْ ) بمعنى اليابسة في القرآن الكريم ؟
ورد لفظ ( البَرْ ) بمعنى اليابسة في القرآن الكريم (12) مرة وورد لفظ ( البحر ) مفرد ومثنى وجمع (40) مرة وهذه النسبة بين اللفظتين تساوي نسبة اليابسة إلى الماء على الكرة الأرضية

34- كم مرة وردت لفظة ( رمضان ) في القرآن الكريم ؟
وردت لفظة ( رمضان ) في القرآن الكريم مرة واحدة بينما وردت لفظة ( شهر ) (12) مرة وبذلك يكون ذكر لفظة رمضان بالنسبة للفظة شهر 12/1 وشهر رمضان في الواقع هو شهر من اثني عشر شهراً من أشهر السنة

35- كم مرة وردت كلمة ( كلا ) و( بلى ) و( نعم ) في القرآن الكريم ؟
وردت كلمة ( كلا ) في القرآن الكريم (33) مرة في ثلاثة وثلاثين موضعاً وكلمة ( بلى ) (22) مرة في اثنين وعشرين موضعاً وكلمة ( نعم ) (4) مرات في أربعة مواضع

الأحد، 29 أبريل 2012

المرجعية الفارسية بين تعظيم النار وتحقير من أطفأها! (ج 1)

علي الكاش* 

قال رسول الله "ص" "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه".

وقال المجلسي في البحار "..وإن كل لفظة شيطان في القرآن المراد بها عمر بن الخطاب"!!

تمهيد ضروري

ربما يعتبر البعض عنوان المبحث استفزازيا! لأنه يتعلق بدولة تجمعنا بها رابطة "الدين" والتأريخ المشترك رغم أنه دين يخالف جوهر الإسلام في الأصول والفروع، في العبادات والمعاملات وليس مذهبا كما سيتبين! وتأريخ أكثر سوادا من الفحم مبني على التآمر والغدر والفتن والطعن! وربما تثار حفيظة البعض فيتهمنا بالتكفير وإثارة نقاط جانبية لا نعنيها قطعا. فحديثنا يقتصر على التشيع الصفوي وليس التشيع العلوي؛ ورحم الله شاعرنا الرصافي إذ قال "إذا كان المقصود بالتشيع هو محبة آل البيت كما يوهمون العوام فإني لا أعقد أن عربيا يجري بعروقه الدم العربي لا يحب النبي وآله"! تلك هي الحقيقة فكلنا شيعة إذا كان مقياس التشيع هو حب آل البيت.

ولكن قبل أن تصدر حكمك أخي القارئ الفاضل أرجو أن تمضي معي خطوة بخطوة وتتحملني لغاية نهاية المبحث. لتحكم بعدها بنفسك على هذه المسألة وأنت حر في رأيك. وموقفك موضع احترامي حتى لو كان الاختلاف بيننا 180 درجة. فلا حق لنا بفرض آرائنا عليك، ولا حق لك بفرض آرائك علينا، وهذه قاعدة ثابتة في الجدل والمناظرة! فلكل منا قناعاته ومبرراته. وكما قيل بأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، بل إن اختلاف الرأي يحيي الحقيقة وينضجها. فنحن لا نضع أفكارا ثابته أو مقدسة إنما هي رؤية موضوعية قد تصح أو تخطئ. وذات بعد نسبي وغير مطلق! وقد وجدنا أن إثارتها أفضل من السكوت عنها، لأن ذلك من شأنه أن يزيل اللبس عندي وغيري. ورحم الله امرأ نبه وأهدى إلي عيوبي.

لست بالطبع بصدد تكفير الشعب الإيراني، ومعاذ الله أن أجرأ أو غيري على ذلك. لكن هناك نوع من الرؤية المشوشة نتيجة المواقف الرسمية الإيرانية والمراجع الدينية -أي الحديث عن الدين الرسمي والمرجعي المتناغم مع سياسة الدولة- فهي تثير الشكوك والشبهات حول حقيقة اسلامهم وتشيعهم! وتضعنا في دوامة معقدة فيما إذا كان النظام الحاكم والمراجع الدينية، وهما أقوى سلطتان في البلد، لديهم فعلا توجهات إسلامية حقيقية أم شعوبية؟ وكيف يمكن تبرير الانحراف الخطير والسكوت المريب عن التوجهات المخالفة أو المشوهة للدين الإسلامي القويم والتشييع العربي النقي؟ أهي القناعة بالحضارة الفارسية والمعتقدات القديمة والتعصب لهما؟ أم هو التخلف الثقافي والتشويش المعرفي الذي يمارسه مراجع الدين بنفوذهم القوي والتسلطي؟ أم هي جبروت السلطة التي تقمع كل من يخالفها الرأي؟!..

بلا شك إن الأوضاع المزرية للأقليات القومية والأحزاب العلمانية الإيرانية المعارضة أبرز الدلائل على ذلك.. إن النيه الصادقه لسبر أغوار هذه التوجهات ومدى توافقها مع الرؤية الإسلامية العامة وإدراك درجة إنحرافها عنه ومناقشتها بصراحة تامة دون أي نوع من المهادنة والمجاملة تترتب على حساب الحقيقة هي الهدف من وراء هذا المبحث المتواضع.

بلا شك إيران دولة كبيرة ولها ثقلها في المنطقة ويفضل أن تكون علاقتنا بها مبنية على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام السيادة والهوية الوطنية. ويمكن تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية معها على اساس المصالح المشتركة. ولكن ليس على أساس الدين أو المذهب. فقد أثبتت التجارب على مدى الحقب السابقة بأن الدين عامل تفريق وليس توفيقا بينها وبين الدول العربية. وليس السبب في الدين نفسه. معاذ الله! ولكن الاختلاف هو في الرؤية، فهي تنظر للإسلام من زاوية مختلفة كليا عن زاويتنا. 

فالمذهب عند الفرس الصفويين يسمو على الدين نفسه ويتجاوز فرائضه وأركانه ومبادئه إلى نواحي احيانا مناقضة لها! وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها. فالدين عندنا تسامح وتواضع وعندهم تعصب وغطرسة. عندنا فرائض ثابتة وعندهم فرائض مطاطية. الدين عندنا قناعة ورضا وعندهم أطماع وتوسع. الدين عندنا إلتزام ووفاء وعندهم تآمر وغدر. الدين عندنا جمع وإخاء وعندهم تفرقة وعداء. الدين عندنا القرآن والسنة وعندهم علماء ومراجع. الدين عندنا وسيلة وغاية وعندهم وسيلة فقط.

فشتان بيننا وبينهم! بيننا مفترق طرق وليس طريق واحد. وكلما توغلنا فيه بعدت بيننا المسافة كذراعي فرجال. وهذه حقيقة مريرة لكنها مثبته تأريخيا. ويكذب كل من يزعم بوجود مساعي للتقارب أو تقريب وجهات النظر! وإن وجدت فمصيرها الفشل المحقق لأن هذا الأمر يتناقض مع رغبتهم ومطامحهم المعلنة فما بالك بالمخفية؟ والحقيقة أن حوار الأديان يبدو لنا أسهل بكثير من حوار المذاهب كما سيتبين فيما بعد. سنحاول مناقشة المسألة من عدة جوانب ونبدأها بـ:

الموقف من الفتح الإسلامي لبلاد فارس!

من الأمور التي تثير الدهشة هو موقف النظام الفارسي والمراجع الدينية الصفوية من الفتح الإسلامي للبلاد والقضاء على المجوسية وهي الدين السابق للإسلام! فمن الأقوال الشائعة "من علمني حرفا صرت له عبدا" ورغم أن المعنى الحرفي للمثل لا يبدو منطقيا لأن التعليم هو ألف باء المعرفة والغرض منه التحرر وليس الاستعباد، فعندما تعلمني حرفا يفترض أنك ترخي القيد كمحاولة لرفعه بشكل نهائي وليس بإضافة قيد جديد تقيدني به. لكن لنأخذ بالمعنى المجازي فهو أسلم. 

من الطبيعي أن من يفتح لي باب المساعدة فأنه يتفضل لي بمعروف لا يمكن إغفاله أو تجاهله مطلقا. أما من يهديني إلى الحق فإنه كمن يمد يده لينقذني من الغرق، فيبعث الحياة مجددا في أوصالي فأكون مدينا له بحياتي. أما من يفتح لي باب السماء ويهديني إلى الصراط المستقيم فكأنه يفتح لي بيده باب الجنة ويقول لي تفضل ادخلها بسلام وأمان. 

قريش، ثم مكة والمدينة والحجاز والبصرة والكوفة والشام وبغداد والبحرين ومصر وبلاد فارس واسبانيا وحدود الصين وبقية أرجاء المعمورة وكل من يدين بالإسلام يفترض بأنه مدين للرسول الكريم والخلفاء والصحابة والأمراء والقادة المسلمين الأوائل وسلفهم الذين نشروا الإسلام في الأرض قاطبة. إنهم سفراء الرسالة السماوية والوسيلة الفاعلة لهداية البشرية، حيث أوصلوا لهم رسالة الإسلام وفتحوا لهم آفاقه الواسعة الرحبة. ويفترض بتلك الشعوب ان تعبر عن تقديرها وامتنانها لأولئك الأبطال الغر الميامين الذين تحدوا الجبابرة والطغاة لنصرة الإسلام وتحملوا المشاق والأهوال لكي يوصلوه لمشارق الأرض ومغاربها كما ورد في الذكر الحكيم "إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره، إنه كان توابا". إنهم الأمجاد الصناديد الذين تتشرف بهم الأمم التي تكرمت بالفتح الإسلامي المبين.

من المؤكد أن الشعوب الوثنية التي لم تعتنق النصرانية واليهودية كالبوذية والكونفشيوسية والهندوسية والمجوسية والزرادشة والمانوية والشنتوية وغيرها من المجتمعات الجاهلية الغارقة في بحر السذاجة والكهانة وعبادة الأصنام والسحر والتعاويذ والجنس المبتذل" تكون أكثر امتنانا من غيرها للفاتحين الأوائل لأنهم أنقذوهم من ظلالهم ووثنيتهم ليعبدوا الله ويتشرفوا بدين الإسلام الحنيف. فالقرآن الكريم هو دين هداية ومثل عليا وقيم ومبادئ سامية لتنظيم علاقة الناس بالرب وعلاقة الناس بالناس. ومن هناك كان أثره العميق في الشعوب التي اعتنقته. في الوقت الذي كانت الزرداشتية تبيح زواج المحارم من الأم والأخت. والمانوية تبيح الرهبانية والزهد معتبرة البشر مصدر جميع الشرور وتخلص لحتمية انقراضهم للتخلص من الشر...

الخليفة الراشد عمر بن الخطاب "رض" هو الذي أطفأ نار المجوس في بلاد فارس. وأحدث نقلة نوعية في تأريخهم. غير بوصلة عقيدتهم من الظلمات والشرك إلى النور والتوحيد. ورغم أن الحضارة الفارسية من الحضارات القديمة والكبيرة لكنها كانت متخلفة في جانبها الديني.

إذن الخليفة الثاني هو صاحب الفضل الكبير في هدايتهم للإسلام، ويفترض بالفرس أن يعتبروه رمزا خالدا في تأريخهم الإسلامي ويحتفوا به خير إحتفاء، لكن الوقائع تشير إلى خلاف ذلك! فهم يقدسون قاتله! ويكفرونه ويلعنونه ويعادونه بطريقة لا يمكن أن يتصورها أو يتقبلها العقل سواء في تأريخهم الإسلامي القديم أو الحديث! فلماذا هذا التجني ونكران المعروف والإساءة المقصودة والتشويه المقزز؟ في حين أن الإمام علي "رض" والحسين "ع" لم يقدما لهم شيئا. ومع هذا فأن يقدسونهما أكثر من الرسول نفسه كما يظهر في كتبهم وطقوسهم؟ فكيف يفسر هذا التناقض؟ 
عمر ابن الخطاب "رض" بدلا من أن يحظى بلقب المحرر والفاتح والمنقذ والبطل أو الفاروق على أقل تقدير كلقب عرف به، فهو يسمى من قبل الفرس "الجبت والطاغوت" وقد ذكر الكليني والمجلسي والعياشي وغيرهم بأن مخالفي آل البيت من الصحابة والتابعين وسائر الأمة هم "الفحشاء والمنكر والبغي والخمر والميسر والأنصاب والأزلام والأصنام والأوثان والجبت والطاغوت والميتة والدم ولحم الخنزير"!!. 

اللقب المشهور الثاني للفاروق "صنم قريش" يشاطره فيه أبو بكر "رض"! وهناك أوصاف أخرى يستخدمها كبار كتاب الفرس مثل محمد بن يعقوب الكليني والمجلسي ونعمة الله الجزائري وأبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه والتبريزي والحائري وغيرهم يمكن مراجعتها في عدة كتب. وتسمية صنمي قريش تترد في دعاء مشهور نقتطف منه ما يأتي:

"بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم صل على محمد وآل محمد. اللهم إلعن صنمي قريش وطاغوتيهما وإفكيهما، وابنتيهما، اللذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك وقلبا دينك، وحرفا كتابك، وأحبا أعداءك، وجحدا آلاءك، وعطلا أحكامك، وأبطلا فرائضك، وألحدا في آياتك، وعاديا أولياءك، وواليا أعداءك. وخربا بلادك، وأفسدا عبادك.. اللهم العنهما وأتباعهما.. وأولياءهما، وأشياعهما، ومحبيهما، فقد خربا بيت النبوة، وردما بابه، ونقضا سقفه، وألحقا سماءه بأرضه، وعاليه بسافله، وظاهره بباطنه، واستأصلا أهله، وأبادا أنصاره، وقتلا أطفاله، وأخليا منبره من وصيه ووارث علمه- يقصد الإمام علي- وجحدا إمامته، وأشركا بربهما فعظم ذنبهما، وخلدهما في سقر وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر"!..

يدعي المجلسي أن هذا الدعاء من غوامض الأسرار، وكرائم الإذكار، وكان أمير المؤمنين "ع" يواظب عليه في ليله ونهاره وأوقات سحره! فأي افتراء هذا؟!!

المصيبة أنهم لم يكتفوا بإهانة الشيخين الجليلين "رض" فحسب وإنما شملوا 90% من المسليمن في العالم بفشارهم ولعنهم الفاحش البذيء بقولهم "اللهم العنهم ومحبيهم ومواليهم والمسلمين لهم والمائلين إليهم. والناهقين باحتجاجهم والمقتدين بكلامهم والمصدقين بأحكامهم "تردد 4 مرات" اللهم عذبهم عذابا أليما، يستغيث منه أهل النار، آمين يا رب العالمين".

"ثواب" لعن الصحابة!!

جاء في "بصائر الدرجات وتفسير الصافي ومرآة الأنوار والبرهان وتفسير نور" بأن المراد بقوله تعالى "وكان الكافر على ربه ظهيراً" أي كان عمر "رض" على علي "رض" ظهيراً!! هكذا ينظر الفرس بحقد وكراهية لمن أنقذهم من الضلال وأرشدهم إلى طريق الهداية. ضاربين عرض الحائط بقوله تعالى "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم". وكذلك الحديث النبوي الشريف "لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً أو فضة ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه".! 

ذكر شيخهم المجلسي في كتابه "الاعتقادات" ومما "يعد من ضروريات دين الإمامية استحلال المتعة، وحج التمتع، والبراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية". ويزيد الخميني بثواب لعنهمم! أي أن الثواب ليس في العمل الصالح أو فعل الخير والإحسان وتأدية الفرائض والابتعاد عن ما يغضب الله، بل لعن الخلفاء والصحابة! فأي هراء هذا؟!

في بحار الأنوار يروي المجلسي أن "أبا عبد الله جعفر الصادق قال في قوله تعالى "وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ" بأن خطوات الشيطان والله ولاية فلان وفلان" ثم وضحها بعد ذلك بقوله "المراد بفلان وفلان أبو بكر وعمر"! ويشير صاحب بحار "الظلمات" إلى أن "كل لفظة "شيطان" في القرآن المراد بها عمر بن الخطاب". وذكر الكليني في كتابه روضة الكافي بأن "الشيخين أبو بكر وعمر فارقا الدنيا ولم يتوبا، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".

الخليفة والصهر المأبون!- معاذ الله-

لم تتوقف الإساءة عند هذا الحد! لنستمع إلى أدنى مراتب البذاءة والفحشاء والنذالة في وصف الفاروق من قبل كبار علمائهم. يذكر نعمة الله الجزائري في كتابه الظلمات النعمانية "بأن عمر بن الخطاب كان مصابا بداء في دبره لا يشفيه إلا ماء الرجال"! تصوروا!!! خليفة المسلمين مصاب بهذا الداء! فأي عار يلحق بالمسلمين الذين ارتضوا بهكذا خليفة! وكيف كان الإمام علي وبقية الصحابه يسمحون بإمامته للمسلمين ويصلون خلفه وينفذون أوامره؟ بل كيف يسمح الله تبارك اسمه بأن يتسلم راية الإسلام هكذا خليفة؟- حاشاه الله وانتقم من جميع المسيئين إليه ماتوا أو ما زالوا على قيد الحياة- حتى ألد أعداء الإسلام من بقية الديانات والوثنيين والملحدين لم يجرؤوا على الإساءة بمثل هذا المستوى الخسيس لأعدائهم! فما بالك بمن يدعي الإسلام والإسلام منه بريء؟!!

أما الشيخ المحدث ياسر الحبيب فيقول إن "أبو بكر وعمر أسوأ مخلوقات الله في هذا الكون. وأعدى أعداء الله"! وبلسان المأبونين- وربما بعضهن تعاف أنفسهن من هذا الهراءـ يضيف "لو لم يحرم عمر المتعة لما زنا مسلم". ولكن عمر حرم المتعه لسببين:ـ أولاًـ لأنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا علي لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا ابن زنا. فأراد عمر أن يُكثر أبناء الزنا عداوة منه لعلي بن أبي طالب!! فلذلك حرم المتعة. والسبب الثاني: إن عمر عندما يحرم المتعة. فإن الناس يتجهون الى اللواط وفي هذا منفعة شخصيه لعمر. لأنه كان يحب اللواط. أي أن يلاط به، وكان به داء في دبره، لا يُشفى إلا بماء الرجال"!! أليس هذا الخنزير البري أضل من أبي جهل وأبي لهب؟

الإمام علي يختار لابنته زوجا مأبونا!

لكن من هو عمر بن الخطاب ليناله كل هذا الحقد والقدح؟ إنه زوج أم كلثوم، وهي الأخت الحبيبة للحسن والحسين وأمها فاطمة رضوان الله عليهم جميعا. إذن كيف يهينون بكل صفاقة زوج أخت الحسين! ولو كان لدى عمر مثالب هل كان الإمام علي "رض" يزوجه من كريمته الغالية؟ وهل كان الحسن والحسين يوافقان على هذا الزواج أو استمراره؟ وكيف يصفون الخليفة الراشد بأنه مأبون يحب اللواط وهو زوج أم كلثوم التي جدها الرسول "ص"؟ أليس تلك إهانة بالغة للرسول والإمام علي وفاطمة والحسن والحسين لفشلهم في اختيار زوج صالح لأم كلثوم؟ وهذا يعني أنهم إما غير معصومين بسبب سوء الاختيار، وفيمن؟ في أقرب الناس إليهم! أو أنهم قبلوا بعيبه لأنه لا يعتبرونه عيبا!

هل يرضى أي من الناس ممن لهم ذرة من الشرف والغيرة بأن يزوج ابنته من مأبون إن لم يكن على شاكلته؟ فما بالك بالإمام علي؟ هل نسي الإمام بأن الله يريد أن يبعد عنهم الرجس أهل البيت ويطهرهم تطهيرا فإذا به يأتي بالرجس لعقر داره؟ هل كان يجهل تلك الصفة الذميمة عن عمر فزوجه إبنته؟ إن صح جهله فكيف نفسر الكلام المنسوب إليه "إن الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس ولا طير ولا بهيمة ولا شيء فيه الروح، فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بإمام"؟ وإن علم وسكت بسبب الخوف من حرمانه السقاية فأي سلوك شائن هذا؟ وكيف يرتضية ويبرره الإمام المفترى عليه؟ وإذا اكتشف هذه الصفة الذميمة عند عمر بن الخطاب- حاشاه- قبل أن يزوجه من ابنته فرضي! فلماذا لم يطلقها منه ويحفظ ما تبقى له من شرف مهان؟

لقد أهانوا ليس الخليفة الفاروق فحسب! بل الإمام علي نفسه إهانة من المهد إلى اللحد. من جهة ثانية أليست الإساءة للفاروق هي إساءة للنبي "ص" نفسه الذي اختار لوطيا- اللهم غفرانك- ليرافقة في درب الجهاد والدعوة للإسلام؟ كيف يسأل النبي الأعظم ربه بأن يهدي إما أبا جهل أو عمر بن الخطاب للإسلام؟ فأهدى لله جل جلاله عمر وترك أبا جهل في ضلاله؟ كيف قبل المسلمون بأن يتولى الخلافة لوطي؟! ألا بئس ما تدعون يا معشر الفجار وأراذل الكفار.

التأريخ يشهد خلاف ذلك فالإمام علي "رض" كان يحترم الفاروق وكرمه بتزويجه كريمته اعتزازا به وليس خوفا منه كما يشيع البعض! وهل يخاف الإمام علي إلا من ربه عز وجل؟ ورد عن عبد الله بن سلمة قال: سمعت علياً يقول: "خير الناس بعد رسول الله، أبو بكر، وخير الناس بعد أبي بكر عمر". وروى البخاري: عن محمد بن الحنفية "ع" قال "قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: عمر. وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين". كما قال الإمام علي "رض" مترحما على الفاروق "ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك. وأيم الله. إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وحسبت كثيرا أسمع النبي يقول ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر".

هذا هو الإمام علي الحكيم الفيلسوف، وهذا هو منطقه السليم الرائع. وهذه هي شخصيته الحقيقية التي تشع كرما وحبا وتضحية وإيثارا وشموخا. فانظروا كيف شوه الصفويون صورته الرائعة!..
للحديث بقية بإذن الله.

______________
* كاتب ومفكر عراقي

السبت، 28 أبريل 2012

متى تباح الغيبة


الاصل في الغيبة التحريم والمنع ولكن جاءت الشريعة باباحة ذكر المرء بمايكره في حالات لرجحان مصلحة الغيبة فيها وقد نص اهل العلم على جوازها وهي التظلم فيجوز للمظلوم ان يتظلم للسلطان والقاضي فيقول فلان ظلمني او اخذ مالي حتى ينتصر له ممن ظلمه..

عند الاستعانة على تغيير منكر فتقول لمن ترجو اعانته فلان يفعل كذا فانصحه او فاجزه ونحو ذلك الاستفتاء بان يقول للمفتي ظلمني اخي او زوجي وعدم التعيين احسن مع الامكان ودليل الجواز حديث هند انها سالت النبي عليه الصلاة والسلام فقالت""ان اباسفيان رجل شحيح وانه لايعطيني مايكفيني وبني فهل علي جناح ان اخذ من ماله شيئا فقال خذي مايكفيكي وبنيكي بالمعروف تحذير المسلمين من الشر ومنه فقد حذر النبي عليه الصلاة والسلام من الخوارج ووصفهم بانهم كلاب اهل النار

من هم المؤمنون الذين لهم البشارة من اللّه بدخول الجنات ونيل الكرامات؟

قال السعدي في تفسيره لهذه الآيـــــــــــــة :{ التَّائِبُونَ الْعَابِـــــــــدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُــــــونَ
الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِــــــــــــالْمَعْرُوفِ
وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِوَالحَافِظُونَ لحُــــــــــــــدُودِ اللَّهِ
وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِــــــــــــينَ }{ 112 } سورة التوبة ( براءة )



كأنه قيــــــل: 
من هم المؤمنـــــــــون الذين 
لهم البشارة من اللّه بدخول الجنات 
ونيـــــــل الكرامات؟
 فقــــــال :

هم { التَّائِبُـــــــــونَ ْ}
 أي: الملازمون للتوبــــــــــة
في جميع الأوقــــــــــــــــــات عن جميع السيئات.


{ الْعَابِــــــــدُونَ ْ} 
أي: المتصفون بالعبوديـــــــــــة للّه، والاستمرار على طاعتـــــــه من أداء الواجبات
والمستحبات في كل وقت، فبــــــــــــــذلك
يكون العبد من العابــــــــــــــــــــــدين.


{ الحَامِـــــــــدُونَ ْ} 
للّه في السراء والضراء،
واليسر والعسر، المعترفون بما للّه عليهــــــــم
من النعم الظاهرة والباطنة، المثنون على 
اللّه 
بذكرها
وبذكره في آناء الليل وآنـــــــــــــــــــــــــاء النهار.


{ السَّائِحُـــــــــونَ ْ}
فسرت السياحة بــــــــالصيام،
أو السياحة في طلب العلم، وفسرت بسياحة القلب
في معرفة 
اللّه 
ومحبتـــــــــه، والإنابة إليـــــــــه
على الدوام، والصحيح أن المراد بالسياحة: السفر في القربــــــــات، كالحج، والعمرة، والجهاد،وطلب العلم،
وصلة الأقــــــــــــــــــــارب، ونحو ذلك.


{ الرَّاكِعُونَ السَّاجِـــــــدُونَ ْ}
 أي: المكثرون
من الصــــــلاة، المشتملة على الركوع والسجـــــود.


{ الآمِرُونَ بِــــــــــالْمَعْرُوفِْ}
ويدخل فيــــــــــه
جميع الواجبات والمستحبـــــــات.


{ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ ْ} 
وهي جميع
مـــــــــــا نهى 
اللّه ورسوله عنــــــــــــــــــه.


{ وَالحَافِظُونَ لحُــــدُودِ اللَّهِ ْ}
بتعلمهم حــــــــدود
ما أنزل 
اللّه 
على رسوله، وما يدخــــــــــل في الأوامر
والنواهي والأحكام، ومالا يدخــل، الملازمون
لها فعلا وتركا.



{ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِــــــــينَ ْ} 
لم يذكر مايبشرهـــم به،
ليعم جميع ما رتب على الإيمــــــــان من ثواب الدنيا والــــــــدين والآخرة، فـــالبشارة متناولــــــــــة
لكل مؤمن.

وأما مقدارها وصفتهـــــــــــا فإنها بحسب
حال المؤمنين، وإيمانهم، قوة،وضعفــــــــــــــــا،
وعملا بمقتضـــاه .


كتبه : الشيخ العلامــــــــــة عبدالرحمن بن ناصر السعدي
- رحمه الله -
المصدر :كتاب تيسيرالكريم الرحمن
صفحة : ( 353 ) .

معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم .. وخسارة امريكا

القصه حدثت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم

((أن كفار مكه قالوا للرسول صلى 
الله عليه وسلم:إن كنت صادقا فشق القمرفلقتين!!ووعدوه بالإيمان إن فعل..

وكانت ليلة بدر فسأل 
الرسول صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ماطلبوا....

فأنشق القمر نصف على جبل الصفات ونصف على جبل قيقعان المقابل له..

حتى رأوا حراء بينهما..

فقالوا :سحرنا محمد..ثم قالوا:إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم!!!

فقال أبو جهل:إصبروا حتى يأتينا أهل البوادي ..فإن أخبروا بإنشقاقه فهو صحيح..وإلا فقدسحر محمد أعيننا....

فجاء أهل البوادي ..فأخبروا بإنشقاقه..

فقال أبو جهل والمشركون:هذا سحر مستمر..أي دائم!!!

فأنزل عز وجل: (إقتربت الساعه وانشق القمر,,,,,,,,وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر,,,,,,,,وكذبوا وإتبعوا اهواءهم

وكل أمر مستقر,,,,,,,,ولقد جاءهم من الأنباء مافيه مزدجر,,,,,,,,حكمة بالغة فما تغني النذر)

إنتهت القصه التي كانت في عهد 
الرسول صلى الله عليه وسلم....

في احد ندوات الدكتور زغلول النجار بإحدى جامعات بريطانيا.....

قال :إن 
معجزة إنشقاق القمر على يد الرسول تم إثباتها علميا.....

ثم حكى قصه اثبتت ذلك.....

قال احدى الإخوه الإنجليز المهتمين بالإسلام إسمه داود موسى بيتكوك وهو الآن رئيس الحزب الإسلامي البريطاني.....

وينوي أن يخوض الإنتخابات القادمه بإسم الإسلام الذي ينتشر في الغرب وبمعدلات كبيره......

أنه واثناء بحثه عن ديانه اهداه صديق ترجمه لمعاني القرآن بالإنجليزيه...

فتحها فإذا بسورة القمر فقرأ(إقتربت الساعه وانشق القمر).....

فقال: هل ينشق القمر؟؟ثم صد عن قراءة باقي المصحف ولم يفتحه مرة ثانيه.....

وفي يوم وهو جالس امام التلفاز البريطاني ليشاهد برنامجا على ال بي بي سي ....

يحاور فيه المذيع ثلاثه من العلماء الأمريكان ....

وكان يعتب عليهم أن 
امريكا تنفق الملايين بل المليارات في مشاريع غزو الفضاء ....

في الوقت الذي يتضور فيه الملايين من الفقر والجوع..

فظل العلماء يبررون ذلك أنه افاد كثير في جميع المجالات الزراعيه والصناعيه ...الخ...

ثم جاء ذكر إحدى أكبر الرحلات تكلفه فقد كانت على سطح القمر..

وكلفت حوالي100 مليار دولار فسألهم المذيع الكي تضعون علم 
امريكا على سطح القمر تنفقون هذا المبلغ!!!!

رد العلماء أنهم كانوا يدرسون التركيب الداخلي لهذا التابع لكي يروا مدى تشابهه مع الأرض.....

ثم قال أحدهم:فؤجئنا بأمر عجيب!!

هو حزام من الصخور المتحوله يقطع القمر من سطحه إلى جوفه إلى سطحه...

فأعطينا هذه المعلومه للجيولوجيين فتعجبوا وقرروا أنه لايمكن أن يحدث ذلك....

إلا أن يكون القمر قد إنشق في يوم من الايام.. ثم إلتحم..وأن تكون هذه الصخور المتحوله ..

ناتجه عن الإصطدام لحظة الإلتحام..

ثم يستطرد داوود موسى بيتكوك :قفزت من على المقعد وهتفت معجزه..

معجزه حدثت لمحمد 
عليه الصلاة والسلام من اكثر من 1400 سنه في قلب الباديه ..

يسخر 
الله الأمريكان لكي ينفقوا 100 مليار دولارحتى يثبتوها للمسلمين..

أكيد أنه الدين الحق..

وكانت سورة القمر سببا لإسلامه بعد أن كانت سببا في إعراضه عن الإسلام....

أين نكون عندما تبدل الأرض غير الأرض ؟


سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل : { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات } [ 14 / إبراهيم / 48 ] فأين يكون الناس يومئذ ؟ يا رسول الله ! فقال " على الصراط " .


الراوي: عائشة ----- المحدث: مسلم ------ المصدر: صحيح مسلم 
خلاصة حكم المحدث: صحيح



سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة فقال أنا فاعل . قلت : يا رسول الله ، فأين أطلبك ؟ قال : اطلبني أول ما تطلبني على الصراط ، قال قلت : فإن لم ألقك على الصراط ، قال : فاطلبني عند الميزان ، قلت : فإن لم ألقك عند الميزان ؟ قال : فاطلبني عند الحوض ، فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن


الراوي: أنس بن مالك ------- المحدث: الألباني ------- المصدر: صحيح الترمذي 
خلاصة حكم المحدث: صحيح



اللهم صل وسلم على سيدنا محمد , يارب أسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك , اللهم أهدنا الصراط المستقيم يارب وشفع فينا يارب القرآن والصيام والصلاة وكل عمل صالح يقربنا إليك , اللهم أجعل سيدنا محمد صل الله عليه وسلم شفيعاً لنا يوم لا ينفع فيه مالاً ولا بنون

وصل الله على سيدنا محمد

الحبيب وسط الأزمات


بسم الله الرحمن الرحيم
( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .. كان رحمة لكل الناس .. رحمة لأصحاب الأمراض .. رحمة للمخطئيين .. رحمة للعصاة .. رحمة
وكان من رحمته أن يعيش مع الأزمات وأصحابها .. يأخذ بيد هذا .. ويعالج هذا .. ويصبر على هذه .. ينزع فتيل الأزمة حتى لا تنفجر في الجميع .. فكان على يده نجاة المجتمع بأكلمه من حرب واقفة على الأبواب .. يعلم صلى الله عليه وسلم كيف تكون حالة يعاني الإنسان في أزمته فتعامل بكل كيانه معها يساعد صاحبها ويحنو عليه حتى يخرج مما هو فيه ..

أزمة الحجر الأسوديقول العلامة د . علي جمعة : " كان عليه السلام بفطنته ينهي منازع الخلاف بشكل قاطع, مع حماية المجتمع الإسلامي من آثار الأزمة, بل يعمل على الاستفادة من الموقف الناتج عن الأزمة في الاصلاح والتطوير, واتخاذ اجراءات الوقاية لمنع تكرار الأزمة أوحدوث أزمات مشابهة لها. وإنك لتري آثار هذه الحكمة في تلك المعالجات في السيرة النبوية الشريفة قبل البعثة وبعدها " .
وهنا يقول ابن هشام في سيرته : " أن أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وكان عائذ أسن قريش كلها ؛ قال : يا معشر قريش ، اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه ، ففعلوا . فكان أول داخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلما رأوه قالوا : هذا الأمين ، رضينا ، هذا محمد ؛ فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر ، قال صلى الله عليه وسلم : هلم إلي ثوبا ، فأُتي به ، فأخذ الركن فوضعه فيه بيده . ثم قال : لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ، ثم ارفعوه جميعا ، ففعلوا : حتى إذا بلغوا به موضعه ، وضعه هو بيده ، ثم بنى عليه " ..
ويعلق فضيلة العلامة د علي جمعة على ذلك :- " وبهذا التفكير السليم والرأي الصائب حسم صلى الله عليه وسلم الخلاف بين قبائل مكة, وأرضاهم جميعا, وجنب بلده وقومه حربا ضروسا شحذت كل قبيلة فيها أسنتها "

الرسول مع أصحاب الأزمات ..وكم شعر النبي صلى الله عليه وسلم بأصحاب الأزمات وعاش معهم معاناتهم بل وبذل وسعه في اخراجهم من أزماتهم ، وعلى سبيل المثال :
يقول د . راغب السرجاني : " ومن أهم الأزمات التي لا بد لكل بشر أن يقع فيها أزمة المرض " .. ويقول : " كان الرسول إذا سمع بمريض أسرع لعيادته في بيته، مع كثرة همومه ومشاغله، ولم تكن زيارته هذه مُتكلَفة أو اضطرارية، إنما كان يشعر بواجبه ناحية هذا المريض.. كيف لا، وهو الذي جعل زيارة المريض حقًّا من حقوقه؟!... قال رسول الله : "حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلامِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ" متفق عليه .

كارثة التبول في المسجدوإليك كارثة وقعت أمام خير الورى محمد بن عبد الله ، بال الأعرابى في المسجد ، نعم بال ، كارثة ، تخيلتها حقيقة وصعب عليّ تخيلها ، ولكن تراه صلى الله عليه وسلم فاق حد التخيل في رد فعله ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد ، فزجره الناس ، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما قضى بوله أمَرَ النبي صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء فأُهْرِيق عليه .
لقد تجاوز النبى صلى الله عليه وسلم أزمة كادت أن تراق فيه دماء ، ولكنه صلى الله عليه وسلم علم الرجل أمر دينه بكل رفق ولين ..
وهنا يكتب أحد المبدعين : " لقد أبعد عليه الصلاة والســلام الحاجز الضبابي عن عين المخطئ : المخطئ أحياناً لا يشعر أنه مخطئ ، وإذا كان بهذه الحالة وتلك الصفة فمن الصعب أن توجه له لوماً مباشراً وعتاباً قاسياً ، وهو يرى أنه مصيب. إذن لابد أن يشعر أنه مخطئ أولاً حتى يبحث هو عن الصواب؛ لذا لابد أن نزيل الغشاوة عن عينه ليبصر الخطأ،وعندما نعرف كيف يفكر الآخرون ، ومن أي قاعدة ينطلقون ، فنحن بذلك قد عثرنا على نصف الحل. حاول أن تضع نفسك موضع المخطئ ، وفـكــــر من وجهة نظره هو ، وفكر في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها ، فاختر له ما يناسبه " ..

أذكار الأذان والأذكار بعد السلام من الصلاة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أذكار الأذان والأذكار بعد السلام من الصلاة
أذكار الأذان
يقول مثل ما يقول المؤذن إلا في " حي على الصلاة ، وحي على الفلاح " فيقول " لا حول ولا قوة إلا بالله "

ثم يقول بعد الفراغ من الأذان
اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة أتي محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم مقاماً محموداً الذي وعدته انك لا تخلف الميعاد )
رضيت بالله رباً ، وبمحمداً رسولاً وبالإسلام دينا ً)
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما
باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد )
ومن الأمور المستحبة أن يدعي لنفسه ولمن شاء بين الأذان والإقامة حيث أن الدعاء لا يرد حينئذٍ
الأذكار بعد السلام من الصلاة
أستغفر الله " ثلاثاً .." اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام "
لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير،لا حول ولا قوة إلا بالله،لا إله إلا الله،ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله
الفضل ،وله الثناء الحسن،لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون "
سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ( ثلاثاً وثلاثين ) لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير "
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ*اللَّهُ الصَّمَدُ*لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ}
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ *وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ }
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ *مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ }
مرة واحدة بعد كل صلاة...صلاة الفجر والمغرب ( ثلاث مرات )
اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا
خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }
عقب كل صلاة
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير " عشر مرات بعد صلاة المغرب والصبح .
اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً طيباً ، وعملاً متقبلاً " بعد السلام من صلاة الفجر

إذا أردت السعادة فهاهي ، ثلاث أنواع -- فاختر لنفسك


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة


ان انواع السعادة التي تؤثرها النفوس ثلاثة :

سعادة خارجية عن ذات الانسان بل هي مستعارة له من غيره يزول باسترداد العارية وهي سعادة المال والحياة فبينا المرء بها سعيدا ملحوظا بالعناية مرموقا بالابصار إذا اصبح في اليوم الواحد اذل من وتد بقاع يشج رأسه بالفهرواجي فالسعادة والفرح بهذه كفرح الاقرع بحمة ابن عمه والجمال بها كجمال المرء بثيابه وبزينته فاذا جاوز بصرك كسوته فليس وراء عبادان قرية ويحكى عن بعض العلماء انه ركب مع تجار في مركب فانكسرت بهم السفينة فاصبحوا بعدعز الغنى في ذل الفقر ووصل العالم الى البلد فاكرم وقصد بانواع التحف والكرامات فلما ارادوا الرجوع الى بلادهم قالوا له هل لك الى قومك كتاب او حاجة فقال نعم تقولون لهم اذا اتخدتم مالا لا يغرق اذا انكسرت السفينة فاتخذوا العلم تجارة واجتمع رجل ذو هيئة حسنة ولباس جميل ورواء برجل عالم فجس المخاضة فلم ير شيئا فقالوا كيف رايته فقال رأيت دارا حسنة مزخرفة ولكن ليس بها ساكن

السعادة الثانية سعادة في جسمه وبدنه كصحته واعتدال مزاجه وتناسب اعضائه وحسن تركيبه وصفاء لونه وقوة اعضائه فهذه الصق به من الاولى ولكن هي في الحقيقة خارجة عن ذاته وحقيقته فان الإنسان انسان بروحه وقلبه لا بجسمه وبدنه كما قيل :

يا خادم الجسم كم يشقى بخدمته ... فأنت بالروح لا بالجسم إنسان

فنسبة هذه الى روحه وقلبه كنسبة ثيابه ولباسه الى بدنه فان البدن ايضا عارية للروح وآلة لها ومركب من مراكبها فسعادتها بصحته وجماله وحسنة سعادة خارجة عن ذاتها وحقيقتها

السعادة الثالثة هي السعادة الحقيقية وهي سعادة نفسانية روحية قلبية وهي سعادة العلم النافع ثمرته فانها هي الباقية على تقلب الاحوال والمصاحبة للعبد في جميع اسفاره وفي دوره الثلاثة اعني دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار وبها يترقى معارج الفضل ودرجات الكمال اما الاولى فانها تصحبه في البقعة التي فيها ماله وجاهه والثانية تعرضه للزوال والتبدل بنكس الخلق والرد الى الضعف فلا سعادة في الحقيقة الا في هذه الثالثة التي كلما طال الامد ازدادات قوة وعلوا وإذا عدم المال والجاه فهي مال العبد وجاهه وتظهر قوتها وأثرها بعد مفارقة الروح البدن اذا انقطعت السعادتان الاوليتان وهذه السعادة لا يعرف قدرها ويبعث على طلبها الا العلم بها فعادت السعادة كلها الى العلم وما تقضيه والله يوفق من يشاء لا مانع لما اعطى ولا معطى لما منع وانما رغب اكثر الخلق عن اكتساب هذه السعادة وتحصيلها وعورة طريقها ومرارة مباديها وتعب تحصيلها وانها لاتنال الا على جد من التعب فانها لاتحصل الا بالجد المحض بخلاف الاوليين فانهما حظ قد يحوزه غير طالبه وبخت قد يحوزه غير جالبه من ميراث او هبة او غير ذلك واما سعادة العلم فلا يورثك اياها الا بذل الوسع وصدق الطلب وصحة النية وقد احسن القائل في ذلك :
فقل لمرجي معالي الامور ... بغير اجتهاد رجوت المحالا
وقال الآخر
لولا المشقة ساد للناس كلهم ... الجود يفقر والإقدام قتال
ومن طمحت همته الى الامور العالية فواجب عليه ان يشد على محبة اطرق الدينية وهي السعادة وان كانت في ابتدائها لا تنفك عن ضرب من المشقة والكره والتأذي وانها متى اكرهت النفس عليها وسيقت طائعة وكارهة اليها وصبرت على لاوائها وشدتها افضت منها الى رياض مونقة ومقاعد صدق ومقام كريم تجد كل لذة دونها لعب الصبي بالعصفور بالنسبة الى لذات الملوك فحينئذ حال صاحبها كما قيل :

وكنت ارى ان قدتناهى بي الهوى ... الى غاية ما بعدها لي مذهب
فلما تلاقينا وعاينت حسنها ... تيقنت اني انما كنت العب ...

فالمكارم منوطة بالمكارة والسعادة لا يعبر اليها الا على جسر المشقة فلا تقطعمسافتها الا في سفينة الجد والاجتهاد قال مسلم في صحيحه قال يحيى بن ابي كثير لاينال العلم براحة الجسم وقد قيل من طلب الراحة ترك الراحة
فيا وصل الحبيب اما اليه ... بغير مشقة ابدا طريق
ولولا جهل الاكثرين بحلاوة هذه اللذة وعظم قدرها لتجالدوا عليها بالسيوف ولكن حفت بحجاب من المكاره وحجبوا عنها بحجاب من الجهل ليختص الله لها من يشاء من عباده والله ذو الفضل العظيم

اللهم انى اسألك ايمانا دائما، وأسألك قلبا خاشعا، وأسألك علما نافعا، وأسألك يقينا صادقا، وأسألك دينا قيما، وأسألك العافية فى كل بلية ، وأسألك تمام العافية ، وأسالك دوام العافية ، وأسألك الشكر على العافية ، وأسألك الغنى عن الناس
استغر الله العظيم التواب الرحيم لذنبي وللمسلمين وللمسلمات وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء منهم والاموات الى يوم الدين

سالم مولى أبي حذيفة جامع القرآن وبطل حروب الردة


الصحابي سالم مولى أبي حذيفة واحد من كبار الصحابة الأتقياء -رضي الله عنهم- وهو من الأنصار والمهاجرين، وكان إمامهم في المدينة، وجعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- حجة في تعليم القرآن، وأمر المسلمين بأن يتعلموا منه، ومن الشهداء الأبرار.

ويقول الشيخ منصور الرفاعي عبيد- وكيل وزارة الاوقاف المصرية الاسبق- هو أبو عبدالله سالم بن عبيد بن ربيعة، مولى أبي حذيفة، وكان من أهل فارس من إصطخر، ووقع عليه سباء فحمل إلى مكة فاشترته ثبيتة بنت يعار، زوجة أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشي، ثم أعتقته فتبناه أبو حذيفة، وصار يدعى بسالم بن أبي حذيفة، وآمن بالله وبرسوله مبكرا، وأخذ مكانه بين السابقين الأولين، وزوجه أبو حذيفة ابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة، ولما نزل قوله تعالى: «أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم» 5 الأحزاب، الذي أبطل عادة التبني، وعاد كل متبن ليحمل اسم أبيه الحقيقي الذي ولده وأنجبه، ولم يكن سالم يعرف له أبا، فوالى أبا حذيفة، وصار يدعى سالم مولى أبي حذيفة. ولما جاءت سهلة بنت سهيل وهي امرأة أبي حذيفة وهي من بني عامر من لؤي إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله كنا نرى سالما ولدا وكان يدخل علي وأنا فضل، وليس لنا إلا بيت واحد فماذا ترى في شأنه. فقال لها الرسول- عليه الصلاة والسلام: «أرضعيه تحرمي عليه»، وقال أزواج الرسول: «إنما هذه رخصة من رسول الله لسالم خاصة». وكان سالم من أوائل المهاجرين إلى المدينة، وعن ابن عمر أن المهاجرين نزلوا بالعصبة إلى جنب قباء، فأمهم سالم مولى أبي حذيفة؛ لأنه كان أكثرهم قرآنا، فيهم عمر، وأبو سلمة بن عبد الأسد.

وأقام في المدينة وكان من السابقين لا يتأخر عن أي غزوة ولا يتقاعس عن جهاد للرسول- صلى الله عليه وسلم- وشهد بدرا وما بعدها، وعن قتادة قال: أصيب النبي يوم أحد وكسرت رباعيته وفرق حاجبه فوقع وعليه درعان والدم يسيل فمر به سالم مولى أبي حذيفة فأجلسه ومسح عن وجهه فأفاق وهو يقول: «كيف بقوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى الله»، فأنزل الله تبارك وتعالى: «ليس لك من الامر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فانهم ظالمون» 128 آل عمران. وكانت مناقبه وفضائله لا تحصى، وعرف بحب الجهاد والجرأة في الحق، وروي أنه بعد فتح مكة، أرسل الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعض السرايا إلى ما حول مكة من قرى وقبائل، وأخبرهم بأنهم دعاة لا مقاتلون، فكان سالم في سرية خالد بن الوليد الذي استعمل السيف وأراق الدم، فلم يكد يرى سالم ذلك حتى واجهه بشدة، وعدد له الأخطاء التي ارتكبت، وعندما سمع الرسول النبأ، اعتذر إلى ربه قائلا: «اللهم إني أبرأ مما صنع خالد»، وحين سأل -عليه الصلاة والسلام: «هل أنكر عليه أحد؟»، فقالوا له: «أجل، راجعه سالم وعارضه» سكن غضبه. ولخلقه وتقواه وورعه وولائه للدين الحنيف، قال عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم: «إن سالما شديد الحب لله تعالى»، وكان أحد الأربعة الذين قال فيهم الرسول - عليه الصلاة والسلام: «استقرئوا القرآن من أربعة»، وعن عائشة قالت: استبطأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقال: «ما حبسك؟». قلت: إن في المسجد لأحسن من سمعت صوتا بالقرآن، فأخذ رداء، وخرج يسمعه، فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة فقال - عليه الصلاة والسلام: «الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك».

وروى انه كان فزع بالمدينة فأتى عمرو بن العاص على سالم مولى أبي حذيفة، وهو محتب بحمائل سيفه، فأخذ عمرو سيفه فاحتبى بحمائله، فقال الرسول-صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله وإلى رسوله»، ثم قال: «ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان». وعدته كتب التراجم من جامعي القرآن وكتاب الوحي، ولمنزلته الرفيعة كان إخوانه الصحابة يسمونه: «سالم من الصالحين»، وقال عنه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو يموت: «لو كان سالم حيا، لوليته الأمر من بعدي»، وفي رواية أخرى: «لو أدركني أحد رجلين، ثم جعلت إليه الأمر لوثقت به: سالم مولى أبي حذيفة، وأبو عبيدة بن الجراح».
ولما انتقل الرسول -عليه الصلاة والسلام - الى الرفيق الأعلى، وحدثت مؤامرات المرتدين، وخرج المسلمون لقتالهم كان سالم في الصفوف الاولى، وعن محمد بن ثابت بن قيس قال: لما انكشف المسلمون يوم اليمامة وسقط زيد بن الخطاب شهيدا، قال سالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله، بئس حامل القرآن أنا لو هوجم المسلمون من قبلي، فحفر لنفسه حفرة، فقام فيها ومعه راية المهاجرين يومئذ، وأخذ يقاتل، فهوى سيف من سيوف الردة على يمناه فبترها، فحمل الراية بيسراه وهو يصيح تاليا الآية الكريمة: «وكأي من نبي قاتل معه ربيون كثير، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين» 146 آل عمران.