محمد عبدالخالق
طالب علماء الدين، الشعوب الإسلامية بتفويت الفرصة على أعداء الأمة واستقامة الفكر وتقويمه وتوازنه وتنقيته من الإفراط والتفريط بما يحفظ المصالح العامة لأوطانهم. وأكد العلماء أن الشعارات وحدها لا تكفي لبناء الأوطان، وأن دعاوى الفتنة والتخريب تتعارض مع منهج الإسلام القويم الذي أعلى من قيمة الوطن وجعل حب الأوطان وحفظ أمنها واستقرارها من تمام الإيمان، مطالبين وسائل الإعلام ببيان أهمية وقاية المجتمع من مخاطر الفتنة والجريمة بكل أنواعها قبل وقوعها.
حول قيمة الوطن في الإسلام، قال الدكتور علي جمعة مفتي مصر، إن حب الأوطان، أحد أهم أسس بناء الأمم وصمام أمان المجتمعات، مشيراً إلى موقف النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الهجرة وبكائه على ترك وطنه، مؤكداً أن حب الوطن فطرة بشرية أقرها الإسلام وجعلها من أسس بناء المجتمعات.
وطالب المسلمين بتوحيد الكلمة والهدف والإخلاص الكامل في النية والقول، والعمل من أجل تخطي تحديات هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمة، التي تعاني ضعفاً في مقومات وجودها وبقائها. وطالب بتطبيق المبادئ الحضارية لبناء الدولة الإسلامية الحديثة القائمة على تطبيق مفاهيم العدل والمساواة وعدم التفرقة أو التمييز أو العنصرية بين أي من البشر بسبب اللون أو الدين والترابط والتوافق والتناغم بين الشعوب الإسلامية.
أما الدكتور مبروك عطية أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، فيحذر من شيوع الخطاب الديني الذي يجعل الحديث عن الأوطان أقرب إلى السياسة منه إلى الدين عند كثير من الناس.
الحديث عن الأوطان
وقال إن الحديث عن الأوطان من الدين، ومن جوانب خطابه فالله عز وجل أقسم بالبلد، وقال تعالى: “لا أقسم بهذا البلد”، وقال عز وجل “وهذا البلد الأمين”، واليوم نحن في أشد الحاجة إلى فقه الأوطان حتى نصون أوطاننا من الشدائد والمحن، التي تثور في الكثير من البلدان العربية ونتيجة اختلاف الرؤى والآراء والتناحر، وبروز الكثير من الأدعياء والطامعين والقاعدة الفقهية المعروفة تقول: “درء الأذى مقدم على جلب المنفعة”، والناس في حاجة إلى موعظة دائمة، ومن أجل ذلك شرعت خطبة الجمعة، تتكرر كل أسبوع لتذكر الناس بشرع الله الذي غايته أن يسعد الناس في الدنيا والآخرة، ولا سعادة للناس في الدنيا مع اضطراب الأوطان، وتمزقها، وإشعال النار فيها، والقضاء على الأخضر واليابس، الأمر الذي يهلك الاقتصاد، والمال، كما قال العلماء عصب الحياة وقوامها، ومن قديم قالوا: إذا ذهب مال المرء فقد ذهب عقله.
وأضاف الدكتور مبروك عطية أن حب الأوطان ليس قصيدة شعر، ولا شعارات تردد وإنما هو عمل يجب الحرص على ازدهاره، ودرء الفتنة عنه، والنهوض به في شتى المجالات، وأهمها الناحية الاقتصادية، لأن الله ـ عز وجل ـ يقول في سورة التوبة “كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة”،
ويقول سبحانه وتعالى في سورة الكهف “إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا”، فأعداؤنا إن غلبونا اقتصادياً فلن يرحمونا.
المفاهيم الإسلامية
وطالب الخطباء وعلماء الدين ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بنشر تلك المفاهيم الإسلامية التي جعلت حب الأوطان من كمال الإيمان وفيه مستقرهم، ومستودعهم، وعماد حياتهم، وصيانة لأموالهم وأنفسهم وأعراضهم.
وقال إن للأوطان حرمتها في الدين بدءاً من البيت الصغير الذي أوجب الإسلام على زائره ألا يدخله من دون استئذان وسلام، بل إن قال له رب البيت: أرجع، رجع وهو أزكى له، “وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم”، وانتهاء بالوطن الكبير، الذي وعد النبي -صلى الله عليه وسلم- من حرس فيه ثغرا ليلة واحدة كان من أهل الجنة، وعلى خطيب الجمعة والداعية وكل من له منبر يتحدث من خلاله أن يبين للناس أهمية وقاية المجتمع من مخاطر الفتنة والجريمة بكل أنواعها قبل وقوعها، وأنه لا حياة ولا انتشار في الأرض وهي نار، ودمار، ولا ابتغاء من فضل الله والمصالح معطلة، والطرق مقطوعة، ويذكرهم بأن الصحابة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا يهتفون وهم يعملون، لا وهم يسدون الطرق:”اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا”، فإن هتفت وأنت في عملك فقد راعيت حرمة وطنك، ووصل صوتك وأنت منتج، وإن هتفت وقد عطلت عملك فما تسعى إليه من مكاسب أقل بكثير جداً من خسارة التعطيل للعمل والطرقات التي هي من فقه الأوطان، حيث جاء فيها: “حق الطريق أن تغض البصر، وتكف الأذى، وتأمر بالمعروف، وتنهي عن المنكر، وترد السلام على من عرفت ومن لم تعرف” وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، فكيف تكون مأمورا برفع الأذى عن الطريق وتكون أنت الأذى فيه.
وقال الشيخ محمد مصطفى عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن حب الوطن جزء من عقيدة المسلم ومن فطرة الإنسان التي فطره الله عليها، ومن ثوابت الدين، فقد قال الله تعالى على لسان فرعون: “إن هذا لساحر يريد أن يخرجكم من أرضكم”، وقال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية، أراد فرعون أن يثير قومه ضد موسى ودعوته فهز فيهم غريزة حب الوطن لعظم قدرها.
التضحية بالنفس
وأوضح أن القرآن ساوى بين حب الوطن والتضحية بالنفس فقال الله تعالي: “وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا”، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مخاطباً مكة: “لولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت”، فحب الوطن من أعظم الأمور في حياة الإنسان.
وحول مكانة الوطن في الشريعة الإسلامية، يقول الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة، إن شريعة الإسلام جعلت الولاء والانتماء للوطن فريضة لازمة لا مناص منها، وأن يعمل كل إنسان لخير بلده، وأن يتفانى في خدمته، وأن يقدم أكثر ما يستطيع من الخير للأمة التي يعيش فيها، وأن يقوم في ذلك الأقرب فالأقرب رحماً وجواراً، ومن هنا كان المسلم أعمق الناس وطنية وأعظمهم نفعاً لمواطنيه؛ لأن ذلك مفروض عليه من رب العالمين.
أما الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، فقد أكد أن شريعة الإسلام أولت قضية الولاء والانتماء للوطن اهتماماً كبيراً، حيث أكدت على إعلاء قيمة وشأن الأخوة بين المسلمين لإقامة مجتمع إسلامي قوي ومتماسك ،فقد أكد الله سبحانه وتعالى هذه القيمة السامية ودعا المسلمين للتمسك بها في قوله تعالى: “إنما المؤمنون إخوة”.
طالب علماء الدين، الشعوب الإسلامية بتفويت الفرصة على أعداء الأمة واستقامة الفكر وتقويمه وتوازنه وتنقيته من الإفراط والتفريط بما يحفظ المصالح العامة لأوطانهم. وأكد العلماء أن الشعارات وحدها لا تكفي لبناء الأوطان، وأن دعاوى الفتنة والتخريب تتعارض مع منهج الإسلام القويم الذي أعلى من قيمة الوطن وجعل حب الأوطان وحفظ أمنها واستقرارها من تمام الإيمان، مطالبين وسائل الإعلام ببيان أهمية وقاية المجتمع من مخاطر الفتنة والجريمة بكل أنواعها قبل وقوعها.
حول قيمة الوطن في الإسلام، قال الدكتور علي جمعة مفتي مصر، إن حب الأوطان، أحد أهم أسس بناء الأمم وصمام أمان المجتمعات، مشيراً إلى موقف النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الهجرة وبكائه على ترك وطنه، مؤكداً أن حب الوطن فطرة بشرية أقرها الإسلام وجعلها من أسس بناء المجتمعات.
وطالب المسلمين بتوحيد الكلمة والهدف والإخلاص الكامل في النية والقول، والعمل من أجل تخطي تحديات هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمة، التي تعاني ضعفاً في مقومات وجودها وبقائها. وطالب بتطبيق المبادئ الحضارية لبناء الدولة الإسلامية الحديثة القائمة على تطبيق مفاهيم العدل والمساواة وعدم التفرقة أو التمييز أو العنصرية بين أي من البشر بسبب اللون أو الدين والترابط والتوافق والتناغم بين الشعوب الإسلامية.
أما الدكتور مبروك عطية أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، فيحذر من شيوع الخطاب الديني الذي يجعل الحديث عن الأوطان أقرب إلى السياسة منه إلى الدين عند كثير من الناس.
الحديث عن الأوطان
وقال إن الحديث عن الأوطان من الدين، ومن جوانب خطابه فالله عز وجل أقسم بالبلد، وقال تعالى: “لا أقسم بهذا البلد”، وقال عز وجل “وهذا البلد الأمين”، واليوم نحن في أشد الحاجة إلى فقه الأوطان حتى نصون أوطاننا من الشدائد والمحن، التي تثور في الكثير من البلدان العربية ونتيجة اختلاف الرؤى والآراء والتناحر، وبروز الكثير من الأدعياء والطامعين والقاعدة الفقهية المعروفة تقول: “درء الأذى مقدم على جلب المنفعة”، والناس في حاجة إلى موعظة دائمة، ومن أجل ذلك شرعت خطبة الجمعة، تتكرر كل أسبوع لتذكر الناس بشرع الله الذي غايته أن يسعد الناس في الدنيا والآخرة، ولا سعادة للناس في الدنيا مع اضطراب الأوطان، وتمزقها، وإشعال النار فيها، والقضاء على الأخضر واليابس، الأمر الذي يهلك الاقتصاد، والمال، كما قال العلماء عصب الحياة وقوامها، ومن قديم قالوا: إذا ذهب مال المرء فقد ذهب عقله.
وأضاف الدكتور مبروك عطية أن حب الأوطان ليس قصيدة شعر، ولا شعارات تردد وإنما هو عمل يجب الحرص على ازدهاره، ودرء الفتنة عنه، والنهوض به في شتى المجالات، وأهمها الناحية الاقتصادية، لأن الله ـ عز وجل ـ يقول في سورة التوبة “كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة”،
ويقول سبحانه وتعالى في سورة الكهف “إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا”، فأعداؤنا إن غلبونا اقتصادياً فلن يرحمونا.
المفاهيم الإسلامية
وطالب الخطباء وعلماء الدين ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بنشر تلك المفاهيم الإسلامية التي جعلت حب الأوطان من كمال الإيمان وفيه مستقرهم، ومستودعهم، وعماد حياتهم، وصيانة لأموالهم وأنفسهم وأعراضهم.
وقال إن للأوطان حرمتها في الدين بدءاً من البيت الصغير الذي أوجب الإسلام على زائره ألا يدخله من دون استئذان وسلام، بل إن قال له رب البيت: أرجع، رجع وهو أزكى له، “وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم”، وانتهاء بالوطن الكبير، الذي وعد النبي -صلى الله عليه وسلم- من حرس فيه ثغرا ليلة واحدة كان من أهل الجنة، وعلى خطيب الجمعة والداعية وكل من له منبر يتحدث من خلاله أن يبين للناس أهمية وقاية المجتمع من مخاطر الفتنة والجريمة بكل أنواعها قبل وقوعها، وأنه لا حياة ولا انتشار في الأرض وهي نار، ودمار، ولا ابتغاء من فضل الله والمصالح معطلة، والطرق مقطوعة، ويذكرهم بأن الصحابة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا يهتفون وهم يعملون، لا وهم يسدون الطرق:”اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا”، فإن هتفت وأنت في عملك فقد راعيت حرمة وطنك، ووصل صوتك وأنت منتج، وإن هتفت وقد عطلت عملك فما تسعى إليه من مكاسب أقل بكثير جداً من خسارة التعطيل للعمل والطرقات التي هي من فقه الأوطان، حيث جاء فيها: “حق الطريق أن تغض البصر، وتكف الأذى، وتأمر بالمعروف، وتنهي عن المنكر، وترد السلام على من عرفت ومن لم تعرف” وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، فكيف تكون مأمورا برفع الأذى عن الطريق وتكون أنت الأذى فيه.
وقال الشيخ محمد مصطفى عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن حب الوطن جزء من عقيدة المسلم ومن فطرة الإنسان التي فطره الله عليها، ومن ثوابت الدين، فقد قال الله تعالى على لسان فرعون: “إن هذا لساحر يريد أن يخرجكم من أرضكم”، وقال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية، أراد فرعون أن يثير قومه ضد موسى ودعوته فهز فيهم غريزة حب الوطن لعظم قدرها.
التضحية بالنفس
وأوضح أن القرآن ساوى بين حب الوطن والتضحية بالنفس فقال الله تعالي: “وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا”، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مخاطباً مكة: “لولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت”، فحب الوطن من أعظم الأمور في حياة الإنسان.
وحول مكانة الوطن في الشريعة الإسلامية، يقول الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة، إن شريعة الإسلام جعلت الولاء والانتماء للوطن فريضة لازمة لا مناص منها، وأن يعمل كل إنسان لخير بلده، وأن يتفانى في خدمته، وأن يقدم أكثر ما يستطيع من الخير للأمة التي يعيش فيها، وأن يقوم في ذلك الأقرب فالأقرب رحماً وجواراً، ومن هنا كان المسلم أعمق الناس وطنية وأعظمهم نفعاً لمواطنيه؛ لأن ذلك مفروض عليه من رب العالمين.
أما الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، فقد أكد أن شريعة الإسلام أولت قضية الولاء والانتماء للوطن اهتماماً كبيراً، حيث أكدت على إعلاء قيمة وشأن الأخوة بين المسلمين لإقامة مجتمع إسلامي قوي ومتماسك ،فقد أكد الله سبحانه وتعالى هذه القيمة السامية ودعا المسلمين للتمسك بها في قوله تعالى: “إنما المؤمنون إخوة”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق