اختلاط المال
◆ أعمل محاسبا بشركة وفى بعض الأوقات تختلط نقودي الشخصية ونقود الشركة دون تعمد مني، فما حكم ذلك، خاصة أنني استخدمه أحياناً بشكل شخصي؟
◆ اختلاط المال يدل على التقصير في إتقان العمل، وعليك أن تبذل كل ما في وسعك لعدم حصول هذا الاختلاط أولا، لأنه في النهاية يؤدي إلى عدم التمييز بين مالك ومال الشركة، وبالتالي يوقعك في الحرج، وهو أن تترك مالك أو تأخذ مال الآخرين.
وأما عن آثار الخلط والفروقات المحتملة، أن هذا موطن من مواطن الشبهة، وهو المال الذي لا تعلم هل هو لك أو لغيرك، ويجب تركه لبراءة الدين، ففي سنن الترمذي عن سيدنا الحسن بن علي قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ”، وفي صحيح الإمام البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:” الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهة فمن ترك ما شبه عليه من الإثم كان لما استبان أترك ومن اجترأ على ما يشك فيه من الإثم أوشك أن يواقع ما استبان والمعاصي حمى الله من يرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه”.
فاختلاط المال الذي لك مع الذي لغيرك وجه من أوجه الاشتباه، وإذا حصل اختلاط بدون قصد، ولا علم، وخارج عن إرادتك، فهذا، والله أعلم، لا إثم فيه لكن عليك إخبار صاحب الشركة واستئذانه.
وأما استخدامك لنقود الشركة ، فهنا ننصحك بتبليغ صاحب الشركة أو المسؤول عنها بأنه أحيانا يقع هذا الخلط، وأنك تستخدم نقود الشركة في مصارفك الخاصة، فالمال مما يبيحه أن يطيب خاطر صاحبه به، أو يستسمح منه لما في مسند الإمام أحمد عن عمرو بن يثربي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:” ألا ولا يحل لامرئ من مال أخيه شيء إلا بطيب نفس منه.
خلو الإيجار
◆ توفي رجل وترك شقة إيجار مدى الحياة، فأخلاها الورثة لمصلحة المالك مقابل مبلغ من المال، فهل هذا حلال؟
◆ يجوز للمســتأجر أو ورثته من بعـده أخذ مال من المــالك أو غيره مقابل إخلاء السـكن قبل انتهاء مدة الإجـارة ويقتسـم الورثـة هذا المال بينهم بالقسـمة العادلة الشرعية، وقد صرح بجواز ذلك بعض المالكية فقد جاء في منح الجليل في شـرح مختصر خليل رحمه الله: (وَمَا يَقَعُ بِمِصـْرَ مِنْ خُلُوِّ الْحَوَانِيتِ مِمَّنْ هُوَ مُسْتَأْجِرُهَا كُلُّ شَهْرٍ بِكَذَا، فَقَدْ قَالَ بَعْضُ شُيُوخِنَا إنَّهُ مِنْ مِلْكِ الْمَنْفَعَةِ نَظَرًا لِصِحَّةِ الْعَقْدِ، فَلِلْمُسْتَأْجِرِ أَخْذُ الْخُلُوِّ، وَيُورَثُ عَنْهُ)، وإذا كانت الإجارة تجري على المالك بغير رضاه، وبشروط مجحفة وبإيجار زهيد كما هو الحاصل في بعض المناطق، فإنه لا يجوز للمستأجر الاستمرار على هذه الإجارة ولا أخذ شيء من الخلو ولا ورثته من بعد.
والخلاصة : أخذ الخلو مقابل التنازل عن البيت المستأجر جائزة بشروط وقيود وهو حق ثابت للمستأجر ولورثته جميعا من بعده يقسم بينهم بالقسمة العادلة الشرعي.
المال الحرام
◆ أريد الزواج بفتاة، ينفق عليها والدها من حرام! فهل يجوز الارتباط بها وإذا صح ذلك فماذا يتوجب علي وعلى الفتاة؟
◆ لا مانع من الزواج من تلك الفتاة ولو كان مال والدها من حرام، فهذا أمر ليست هي المسؤولة عنه، لا سيما في مرحلة طفولتها، ولم تعرف كيفية كسب والدها، وليس القرار بيدها، وبالتالي فإن تبعات العمل والكسب على والدها لا عليها، والحديث الذي ذكرته رواه الحاكم في المستدرك عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” من نبت لحمه من السحت فالنار أولى به”، إلا أن هذا في حق من تلبس بالمعصية بنفسه، وكان قادرا على تجنبها أو تركها والابتعاد عنها، وهذا الوعيد الشديد لا يلحق الأولاد العاجزين عن الكسب خصوصا الصغار منهم، وقد قرر القرآن الكريم ذلك بقوله تعالى: {وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164].
والخلاصة: لا مانع من زواجك بالفتاة المذكورة وعمل والدها ترجع تبعاته عليه لا عليها، وعليكم تذكيره بالرفق واللين، وفقكم الله لما يحب ويرضى.
غش الامتحانات
◆ هنالك زيادة على الراتب تتطلب اجتياز فحص في اللغة الانجليزية، فهل يجوز تكليف شخص ما لأداء الامتحان نيابة عني؟
◆ الغش حرام وأن المسلم ناصح أمين، يتقن عمله، ويطور نفسه ويزيد خبرته، ويتقي الله عز وجل في نفسه وماله وعمله.
ومن المعلوم أن المسلمين عند شروطهم، فإذا اشترطت عليه الشركة إتقان اللغة الانجليزية، للحصول على علاوة أو ترقية معينة، فيجب عليه أن يحقق هذا الشرط ليستحق العلاوة.
ولا يجوز له أن يكلف شخصاً آخر ليجري الامتحان بدلاً عنه، لأن هذا من الغش والاحتيال المذموم، ولأن الشركة لها مقصد معين من إتقان موظفيها للغة الانجليزية، فلا يجوز تفويت هذا المقصد بالغش والاحتيال، وقد قال صلى الله عليه وسلم:” مَن غَشَّنا فليس منا”، رواه مسلم والترمذي وآخرون.
وننصح الأخ السائل بأن يتعلم اللغة المطلوبة منه، عن طريق الدراسة والمراجعة والمذاكرة، أو عمل دورة مكثفة في اللغة ليتمكن من اجتياز الامتحان المطلوب، ونقول أخيراً احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، والله ولي التوفيق.
والخلاصة: لا يجوز للموظف أن يكلف شخصاً آخر ليجري الامتحان بدلاً عنه، لأن هذا من الغش والاحتيال المذموم، ولأن الشركة لها مقصد معين من إتقان موظفيها للغة الانجليزية، فلا يجوز تفويت هذا المقصد بالغش والاحتيال.
دم الجروح
◆ هل يجوز أن أؤدي الصلاة رغم استمرار نزول الدم من مكان العملية الجراحية؟
◆ لا يمنع من أداء الصلاة في وقتها استمرار نزول الدم من الجرح فإن ذلك من المعفو عنه، قال العلامة خليل رحمه الله في مختصره: (وعفي عما يعسر ...)، قال العلامة الحطاب في مواهب الجليل شارحا : (وعفي عما يعسر كالجرح يمصل والدمل في الثوب والجسد...). والله تعالى أعلم.
والخلاصة: لا يمنع من أداء الصلاة في وقتها استمرار نزول الدم من الجرح فإن ذلك من المعفو عنه.
ألفاظ التعزية
◆ هل هناك في السنة أو في أثر الصحابة، ما يقول المرء في تعزية أهل الميت؟
◆ من ألفاظ التعزية الواردة في السنة، ما في صحيح البخاري وغيره عن أسامة بن زيد رضي الله عنه، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رسول إحدى بناته، يدعوه إلى ابنها في الموت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فمرها فلتصبر ولتحتسب”.
وقد ذكر بعض العلماء أن هذه الصيغة هي أفضل صيغة لألفاظ التعزية.
وفي مصنف عبد الرزاق قال: بلغني أن الحسن مر بأهل ميت فوقف عليهم فقال: (أعظم الله أجركم وغفر الله لصاحبكم)، وفي كتاب ترتيب الأمالي الخمسية للشجري: (..كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “إذا عزى قال: آجركم الله ورحمكم، وإذا هنأ قال: بارك الله لكم وبارك عليكم ).
وعلى العمــوم فالمطلوب في التعزية هو أي كلام حسن يخفف عن أهل الميت، وهنالك صيغ عديدة منها ما ذكره العلامة النفراوي رحمه الله في الفواكه الدواني: (...وصفتها أن يقول المعزي للمصاب: أعظم الله أجرك، وأحسن الله عزاءك، وغفر لميتك).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق