أحمد محمد - عقب انتهاء ملك سليمان بن داود عليهما السلام في سنة 933 قبل الميلاد انقسمت مملكة بني إسرائيل إلى قسمين، الأول يخضع لملك سلالة سليمان وأول ملوكهم ابنه رحبعام، والثاني يخضع لأحد أسباط افرايم بن يوسف الصديق واسم ملكهم جربعام، وتشتت دولة بنى إسرائيل بسبب اختلاف ملوكهم وعظمائهم على السلطة، وبسبب الكفر والضلال الذي انتشر بين صفوفهم.
قامت بعد أسرة جربعام على أسباط بني إسرائيل أسرة عمري، وملكت 44 سنة، وسمح أحد ملوكهم وهو أخاب لزوجته بنشر عبادة قومها في بني إسرائيل، وكان قومها عبادا للأوثان فشاعت العبادة الوثنية، وعبدوا الصنم الذي ذكره القرآن الكريم واسمه “بعل”.
عبادة الله
يقول أهل العلم هذه الآيات القصار هي كل ما يذكره الله تعالى من قصة إلياس، لذلك اختلف المؤرخون في نسبه وفي القوم الذين أرسل إليهم، فقيل إنه إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون، أما ابن كثير فيقول إن إلياس والياسين اسمان لرجل واحد فالعرب تلحق النون في أسماء كثيرة وتبدلها من غيرها. وقيل إن الصنم بعلا كان مصنوعا من الذهب وطوله 20 ذراعاً وله أربعة أوجه، وعلى خدمته 400 شخص.
«الياسين»
وقال الراغب في مفرداته إن كلمة بعل تعني الزوج، أما العرب فتطلقها على الأصنام، روى عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال، بعل يعني ربا، فأنكر الياس عليهم عبادة هذا الصنم، ودعاهم إلى عبادة الله وحده خالق كل شيء، وأخبرهم أنه ربهم ورب آبائهم الأولين، إلا أنهم لم يستجيبوا له، فتوعدهم الله بعذاب يوم القيامة. وذكر سبحانه إلياس عليه السلام بذكر حسن، وأثنى عليه “وتركنا عليه في الآخرين” أي أبقينا بعده ذكراً حسنا له في العالمين فلا يذكر إلا بخير، ولهذا قال “سلام على إلياسين” أي سلام على إلياس.
وأخذ إلياس يدعو قومه إلى عبادة الله عز وجل، فآمنت به طائفة من قومه وأصبحوا من الموحدين المخلصين، وكذبت به طائفة أخرى وخالفوه، فكانت نهايتهم العذاب الأليم فكذبوا وخالفوه وأرادوا قتله، ويقال إنه هرب واختفى عنهم في الغار، في كهف جبل أربعين ليلة تأتيه الغربان برزقه، حتى أهلك الله الملك وولى غيره، فأتاه إلياس فعرض عليه الإسلام، وأسلم من قومه خلق عظيم غير عشرة آلاف منهم، فأمر بهم فقتلوا عن آخرهم.
وحول كيفية ظهور “بعل”، يذكر المؤرخون أنه كان في قوم الملك أخاب رجل مؤمن مستجاب الدعاء مشهور بالشجاعة يقال له “بعل آمون” قوي البنية عريض المنكبين وعند الشدائد في الحرب ليس لهم إلا هو، رجل لا يهزم في معركة ولا تنكس له راية، يحبه الناس لإيمانه وتقواه، كان في زمانه يعيش الناس في نعم والأرض خصبة والأنهار تجري من وفرة الأمطار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق