الاثنين، 7 مايو 2012




الاستغفار يفتح الأقفال 
د . عائض القرني




يقول ابن تيمية :
إن المسألة لتغلق علي , فأستغفر الله ألف مرةٍ
أو 
أكثر أو أقل , فيفتحها الله علي . 
{ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً } .
إن من أسباب راحة البال , استغفار ذي الجلال .
رب ضارة نافعة , وكل قضاء خير حتى المعصية بشرطها . 
فقد ورد في المسند : " لا يقضي للعبد قضاء إلا كان خيراً له " 
قيل لابن تيمية : حتى المعصية ؟ قال نعم , إذا كان معها التوبة 
والندم والانكسار .
{ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر
لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً } . 
قال أبو تمام أيام السعود وأيام النحس : 
مرت سنون بالسعود وبالهنا <> فكأنها من قصرها أيام 
ثم انثنت أيام هجر بعدها <> فكأنها من طولها أعوام 
ثم انقضت تلك السنون وأهلها <> فكأنها وكأنها أحلام 
{ وتلك الأيام نداولها بين الناس } 
{ كأنها يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحها } .


الاستغفار يفتح الأقفال


عجبت لعظماء عرفهم التاريخ , كانوا يستقبلون المصائب 
كأنها قطرات الغيث , أو هفيف النسيم , وعلى رأس
الجميع سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم , وهو 
في الغار , يقول لصاحبه : 
{ لا تحزن إن الله معنا } .
وفي طريق الهجرة , وهو مطارد مشرد يبشر سراقة 
بأنه يسور سواري كسرى ! 
بشرى من الغيت ألقت في فم الغار <> وحياً وأفضت إلى الدنيا بأسرار
وفي بدر يثب في الدرع صلى الله عليه وسلم وهو يقول : 
{ سيهزم الجمع ويولون الدبر }
أنت الشجاع إذا لقيت كتيبة <> أدبت في هول الردى أبطالها 
وفي أحد - بعد القتل والجرح - يقول للصحابة : 
[ صفوا خلفي , للأثني على ربي ] 
إنها همم نبوية تنطح الثريا, وعزم نبوي يهز الجبال . 
قيس بن عاصم المنقري من حلماء العرب , كان محتبياً يكلم 
قومه بقصة , فأتاه رجل فقال : قتل ابنك الآن , قتله ابن فلانة .
فما حل حبوته , ولا أنهى قصته , حتى انتهى من كلامه , ثم قال :
غسلوا ابني وكفنوه , ثم آذنوني بالصلاة عليه ! 
{ والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس } .
وعكرمه بن أبي جهل يعطى الماء في سكرات الموت ,
فيقول : 
أعطوه فلاناً . لحارث بن هشام , فيتناولونه واحداً بعد واحد 
حتى يموت الجميع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق