الخميس، 3 مارس 2011

إلى أحفاد المختار

نادية كيلاني

إلى أحرار ليبيا العظام إلى أولاد وأحفاد عمر المختار

قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال:
(فرض الله الجهاد لسفك دماء المشركين، وفرض الرباط لحقن دماء المسلمين، وحقن دماء المسلمين أحب إليَّ من سفك دماء المشركين).

الرباط هو الإقامة في الثغور، وهي الأماكن التي يخاف على أهلها من الأعداء.

والمرابط هو المقيم فيها والمعد نفسه للجهاد في سبيل الله، والدفاع عن دينه، وإخوانه.

(والرباط من أفضل الأعمال).

قال صلى الله عليه وسلم: ((رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها)).

(والمجاهد من جاهد نفسه لله عز وجل).

(والمرابط من الذين تجري عليهم أجورهم بعد الموت).

(والمرابط يؤمن من الفزع الأكبر يوم القيامة).

(والمرابط يبعث يوم القيامة شهيدا).

(وللمرابط في سبيل الله أجر من خلفه ومن ورائه).

(ورباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل).

(والمرابط لا تمسه النار يوم القيامة).

وهذا ما كان عليه المجاهد البطل عمر المختار الذي رفع له الجنرال يده بالتحية احتراما وتقديرا وهو يعدم.

فاشكروا لهذا الطاغية ظلمه الذي وحدكم وجعلكم على قلب أتقى رجل فيكم، أشكروا له أنه بحماقته التي سيحاسبه عليها التاريخ أخرج معدنكم الأصيل، وإباء نفوسكم، وقوة باسكم.

فقد استسلمتم كثيرا كما استسلمنا نحن، وعطلتم كما عطلنا قول كلمة حق في وجه سلطان جائر،وعطلنا من رأى منكم منكرا فليقومه.. فلما هببنا نقاوم الظلم ونقوم الفساد، كان لابد للظلم والمسد من المكابرة، ولابد له من التمسك بمغانم لا حد لها، وسلطة تغري أصحاب النفوس التي تود أن تعيش أبدا.

ولو حصلتم على نصر سهل لفقدتم قيمته ومتعته..

دعواتنا لكم، وقلوبنا معكم/ وأنظارنا عليكم، وتأييدنا لمسيرتكم وقوة عزمكم ، وواعجابنا باحتفائكم بالشهداء حين تطلقون الزغاريد بفوزهم بالجنة.

وأكرر لكم قول الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾.

وقوله تعالى: ﴿ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ.

فهذا الدفع ليس فقط لإقصاء الطاغية عن الحكم، ولكن أيضا لإصلاح النفوس وشد العزم والتكاتف والتآزر بين فئات الأمة.

فما النصر إلا صبر ساعة..

والنصر آت لا محالة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق